تحديات الأزمة الخليجية

لن يكون الثالث من حزيران بداية النهاية للأزمة الخليجية على ما يبدو، فالتصريحات المتجددة للأطراف المتنازعة فيما بينها لا توحي ببريق أمل حلٍّ قريب لهذه المعضلة التي باتت تشغل دول العالم.

فوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكدّ رفض بلاده قائمة المطالب التي أرسلتها الدول العربية الأربع للدوحة عن طريق الكويت في شهر يونيو/حزيران.

وقال في تصريحات للصحفيين في روما إن ”مجموعة المطالب العربية وضِعَت لكي تُرفَض” وأنَّ الإنذار الذي وجهته هذه الدول للدوحة لا يستهدف مكافحة الإرهاب، وإنّما يتعلق بتقويض سيادة قطر.

وتأتي تصريحات محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد اجتماعات عقدها مع أعضاء مجلس الأمن لبحث أزمة بلاده، لتزداد الأزمة تعقيداً في ظل السياسة الدولية التي وقفت بجانب السعودية ومن اتّبعها من الدول الأخرى في مقاطعة قطر.

وظهر آل ثاني بقوة بعد الاجتماعات التي عقدها مع أعضاء مجلس الأمن، ليرفض تلك المطالب التي تعد الموافقة عليها حلاًّ مبدئياً بالنسبة للدول المحاصرة، فما هي الجرعة التي قدمها أعضاء مجلس الأمن للوزير القطري ليظهر بهذه القوة؟

ومن جهتها السعودية الخصم الأكبر لقطر، وبعد الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي لها، وعن طريق مندوبها في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي قالت إن قطر مصرّة على زعزعة أمن السعودية ودول المنطقة ودعم الإرهاب.

وقال المعلمي في بيان نشرته وزارة الخارجية السعودية أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتخذت قراراً سيادياً بمقاطعة قطر، وذلك حفاظاً على ضبط الأمن في المنطقة، والضغط على الدوحة لوقف دعم الارهاب.

وأشار أنه حفاظاُ من الدول الأربع على إبقاء قطر في محيطها الطبيعي، فقد أُعطيت فرصاً عدّة لوقف دعمها للإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلا أن قطر لم تنتهز تلك الفرص بشكل صائب ولم تلتزم بالمتطلبات، وفي مقابل الرفض القطري للمطالب فقد تواجه قائمة عقوبات جديدة، وخاصّة بعد ظهور تسريبات عن قائمة عقوبات تبحث للرد على الدوحة.

وبعد هذه التسريبات اتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش قطر بمحاولة إفشال جهود الوساطة الكويتية، وقال في تغريدات: التسريب يسعى إلى إفشال الوساطة في مراهقة تعودناها من الشقيق، وكان من الأعقل أن يتعامل مع مطالب ومشاغل جيرانه بجدية، دون ذلك فالطلاق واقع” وأنه على الشقيق أن يدرك أن الحل لأزمته ليس في طهران أو بيروت أو أنقرة أو عواصم الغرب ووسائل الإعلام، بل عبر عودة الثقة فيه من قبل محيطه وجيرانه “.

وبعد انتهاء المهلة قامت الكويت أيضا اليوم بالتوسط لإعطائها مهلة إضافية، ووافقت الدول العربية الأربع على تمديدها مدة 48 ساعة إضافية للرد على المطالب.

ويتوقع أن تكون هذه الساعات الإضافية مليئة بالتغيرات في السيناريوهات الخليجية بعد كل هذه التصريحات والاتهامات، وينتظر الكثيرين ما سيحصل في اليومين القادمين، مع الكثير من التخوفات من تأزم الوضع أكثر مما هو عليه، وخاصة بعد رفض قطر المبدئي لتلك المطالب.

 

 

صهيب العثمان   

قد يعجبك ايضا