بعد سوريا وليبيا.. أردوغان يوسع خريطة مطامعه في العراق

مخلب النمر وقبلها النسر، تسمياتٌ كشفت مدى الحقد الدفين في العقل الباطن لِمَن يمسك بزمام الأمور في الدولة التركية، إذ لم يذكر لفظ المخلب يوماً إلا ودلّ على اعتداءٍ جديدٍ محاولاً تمزيق جسدٍ بريءٍ طمعاً في السيطرةِ عليه وتقييدِهِ.

هذا ما فعله النظام التركي حين دقّ في صدر العراق مساميرَ حقدِهِ وأطماعه، حيث ألقت طائراته حمم الحقد على رؤوس مواطنين آمنين، سبق وأن هجّرهم ونثرهم شتاتاً في أصقاع الأرض.

لم تكتفِ آلة الموت التركية بكل ذلك لتعاود ملاحقتهم، فتطالهم بسعير نيرانها، وهم تحت سقف خيمةٍ لا تقي من قساوة بردٍ أو لهيب حر.

ففي جنح الظلام وعلى أكثر من بقعةٍ آمنةٍ داخل الأراضي العراقية، أغارت طائراتُ النظام التركيّ من نوع إف ستة عشر، على مخمور وقصفت مخيماً للاجئين، كما نفّذت ضرباتٍ جويةً في سنجار والكوير وأربيل وزاخو، كما توغّل جيش النظام بريّاً في إقليم كردستان.

للنظام التركي مطامعُ توسعيّةٌ في العراق، يظن من خلالها أنّ بلاد الرافدين ما هي إلا ضيع لأسلافه العثمانيين، فهو يسعى لضم إقليم كردستان إلى تركيا، ولا يخفي مطامعه في الموصل، وتحدث مرارا وتكرارا عن حقٍّ تاريخيٍّ له في كركوك.

استباحت أنقرة حرمة الأراضي العراقية غاصبة، وزرعت فيها أكثر من سبعٍ وعشرين قاعدةً عسكريّةً وأمنية، أشبه ما تكون بالخلايا السرطانية، وزعتها وفقا لخريطة أطماعها التوسعية، التي لم تفارق مخيلة ساستها رغم تتابع الأزمان عليها، واندثارها منذ عهود.

تنتشر هذه القواعد في مناطق بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية، كما عمد النظام التركي في أعقاب ظهور تنظيم داعش الإرهابي إلى إنشاء قواعد أخرى في بعشيقة وصوران وقلعة جولان، وحوّل المقرّ العسكري في منطقة حرير القريبة من أربيل إلى قاعدةٍ عسكريةٍ إلى جانب معسكر “زمار” لتدريب جنوده.

هذه القواعد هي -بلا ريب- مواقعُ سيطرةٍ وتمدد يسعى أردوغان من خلالها لتثبيت موطئ قدم له في إقليم كردستان، وتوسيع نطاق سيطرته كبقعة الزيت، تمهيدا لإحكام قبضته على أكبر قدرٍ ممكن من الأرض العراقية، كما فعل في سوريا وليبيا وقبرص.

قتل الأبرياء واحتلال الأراضي بذرائعَ تاريخيةٍ مصطنعة، لن يغير من حقائق الأمور شيئاً، ولن يجعل من المعتدي المحتل حملاً وديعاً، وحامياً لحقوق الإنسان، فأهل الأرض يعلمون يقيناً نزعة التوسع والأطماع الخبيثة للنظام التركي، هذا الأمر أضحى من المسلمات عند العالم بأسره، ولو استطاعت الأرض حديثاً لنطقت به.

قد يعجبك ايضا