بعد سنواتٍ من الاستثمار بالأزمة السورية واستغلال تطوّراتها لتحقيق مكاسبَ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وتوسعية، بما في ذلك احتلالُ أجزاءٍ من سوريا وخرق سيادتها، يعلن النظام التركي عن استعداده للتطبيع الكامل للعلاقات مع الحكومة السورية.
ورغم تمسّك مسؤولين سوريين على رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد، بأنّ أيَّ تحرّكاتٍ نحو تطبيع العلاقات مع تركيا، لا يمكن أن تحدث إلا بعد انسحابها من الأراضي السورية التي احتلتها، عاد رئيس النظام التركي رجب أردوغان ليقول إنه مستعدّ لإعادة العلاقات مع دمشق كما كانت في الماضي، وأنه لا يوجد سبب لعدم إقامة علاقاتٍ بين الجانبين، غير مستبعد احتمال عقد اجتماع مع الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات.
تصريحات أردوغان هذه جاءت بعد تأكيد بشار الأسد بعد لقائه المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف قبل أيام، على أن نجاح أي مبادرة لتطبيع العلاقات مع النظام التركي يجب أن ينطلق من مبدأ احترام سيادة سوريا واستقرارها.
وكان البارز في تصريحات رئيس النظام التركي هذه المرة وصفه بشار الأسد بـ”السيد” لأول مرة منذ قطع العلاقات بين أنقرة ودمشق عام ألفين واثني عشر بعد أن وصفه مطلع الأزمة بـ”الدكتاتور”، الأمر الذي دفع ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملة انتقادات وإعادة مشاركة تصريحات سابقة أدلى بها عام ألفين وثمانية عشر، وصف خلالها الرئيس السوري بـ”القاتل الذي قتل مليون شخص من أبناء شعبه”.
محللون، اعتبروا أن هدف النظام التركي من تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية هو الانفتاح والتطبيع مع دول الخليج وذلك في ظل الحملة الإقليمية التي يسعى إليها والتي كانت آخرها محاولاته لإعادة العلاقات مع مصر، والتي يؤكدون أنها تأتي بهدف انتشال تركيا من الأزمة الاقتصادية والتضخم الخانق الذي تعيشه.
ولطالما تعثرت محاولات روسية لتطبيع العلاقات بين الحكومة السورية والنظام التركي، بتصريحات وشروط الأسد الذي اعتبر أن هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في البلاد، مؤكداً أن الإرهاب في سوريا هو صناعة تركية، مطالباً بانسحاب تركيا بشكل كامل من الأراضي السورية.