في ظل إقصاء لممثلين عن العديد من المكونات والطوائف وأطياف الشعب السوري، يعقد في العاصمة السورية دمشق الثلاثاء مؤتمراً للحوار الوطني يستمر يوماً واحد وسط حالة استياء وانتقادات شديدة وجهت إلى الحكومة السورية المؤقتة بخصوص عقد هذا المؤتمر.
أحزاب سياسية سورية: أي مؤتمر لا يضم ممثلي جميع المكونات لا قيمة لمخرجاته
عشرات القوى والأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا أكدت في بيان، أن أي مؤتمر لا يضم ممثلي جميع المكونات لا قيمة لمخرجاته.
البيان شدد على أن مؤتمر الحوار الوطني الحقيقي يجب أن يكون شاملاً، يضم ممثلي جميع المكونات والكتل السياسية، والأحزاب والتنظيمات الفاعلة، والقوى الاجتماعية والمدنية، لضمان حوار حقيقي يعكس إرادة السوريين.
كما أوضح البيان، أن المؤتمرات التي تُعقد بتمثيل شكلي لأفراد لا يعكسون حقيقة المكونات السورية، لا معنى ولا قيمة لمخرجاتها، وغير مجدية، ولن تسهم في إيجاد حلول فعلية للأزمة التي تعاني منها البلاد.
وبحسب البيان، فإن انتقاء الأشخاص من قبل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، المعينة من قبل الحكومة الانتقالية وإظهارهم على أنهم ممثلون شرعيون أو حقيقيون متحدثون باسم مختلف مناطق سوريا، لا يختلف عن أساليب وألاعيب النظام السوري ، ولا يخدم مستقبل سوريا الذي يطمح إليه السوريون.
وفي السياق أكد مسؤولون في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، أنهم لم يتلقوا دعوات للمشاركة في الحوار الوطني وقال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لقسد وإلهام أحمد الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لرويترز، إنه لم تتم دعوة أي من مسؤولي الجهتين لحضور المؤتمر.
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا يعبر عن استيئائه من عقد المؤتمر
إلى ذلك عبر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري وفي مقابلة مع ” رويترز” عن استيائه عن عقد المؤتمر، مؤكداً أن طائفته تحترم جميع الآراء لكنها لا ترى في الحكومة السورية المؤقتة القدرة على قيادة البلاد أو تشكيل دولة بالطريقة الصحيحة.
الهجري إلى جانب آخرين طالبوا بمشاركة دولية لضمان أن تفضي المناقشات إلى إقامة دولة مدنية مع الفصل بين السلطات وفرض سيادة القانون، معبراً عن أمله أن تصبح الأمور في سوريا أكثر تنظيماً أو أن يحدث شيء جديد بحلول نهاية الفترة الانتقالية.
إلى ذلك أكد دبلوماسيين غربيون ومسؤولين اثنين من الأمم المتحدة لرويترز، أن الحكومة السورية المؤقتة لم توافق على المقترحات التي قدمتها الأمم المتحدة للمساعدة في المؤتمر.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد عقود من قمع للحريات وتهميش شرائح واسعة من المجتمع من قبل الأنظمة السابقة وفيما كان السوريون يتأملون أن يكون مؤتمر الحوار الوطني جامعاً شاملاً لجميع أطياف الشعب السوري وكل مكوناته العرقية والدينية، أعادت الجهات المنظمة نفس السياسات الإقصائية وفق ما يراها مراقبون.