بعد إعلان أنقرة ملئ خزان أليسو..خطر الجفاف يهدد العراق

سلاح المياه الذي لايقل أهمية إن لم يزيد عن أثر وفتك الأسلحة العسكرية، هو أحد أبرز الأوراق التي أتقنت أنقرة، ومنذ عقود، اللعب بها ضد جيرانها بهدف تحقيق أهدافها ومطامعها التي تصبو إليها.

فبعد أن قطعت تركيا في ثمانينات القرن الماضي، معظم الأنهار العابرة له عن دول الجوار، ضاربة عرض الحائط بتلك المعاهدات الدولية التي تنظم تقاسم المياه، باشرت حكومة العدالة والتنمية في السنوات الماضية، إنشاء سد أليسو العملاق، على نهر دجلة جنوب شرق البلاد، والذي يحمل آثار سلبية كبيرة على العراق.

رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الجمعة أمام جمع من الناخبين، في مدينة ماردين، قبل انطلاق الانتخابات المحلية في البلاد نهاية آذار الجاري، أن بلاده ستبدأ ملء خزان سد إليسو في حزيران يونيو القادم، رغم الاحتجاجات المتكررة من قبل الحكومة العراقية على ذلك.

وكانت الحكومة العراقية اعترضت على بدء أنقرة ملئ خزان السد لفترة وجيزة في منتصف الصيف الماضي، وذلك بعد خفض منسوب المياه في نهر دجلة الذي تعتمد عليه البلاد في معظم احتياجاتها المائية.

واشتكى العراق من شح المياه في نهر دجلة خلال ذروة الصيف وأدى نقص المياه في البلاد إلى اتخاذ الحكومة إجراءات مثل منع زراعة الأرز، الأمر الذي دفع بالمزارعين إلى هجر أراضيهم، كما أنه خلق أزمة لمياه الشرب في محافظة البصرة ما أثار ردود فعل غاضبة في البلاد.

من جهة أخرى أشارت تقارير تركية، إلى أن السد سيؤمن نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء لجنوب شرق تركيا، والذي بلغت تكلفته ثمانية ونصف مليار ليرة تركية.

التقارير حمَّلت حكومة العدالة والتنمية، سوء التخطيط في الإقدام على تلك الخطوة لأنها ستؤدي إلى تشريد آلاف العوائل من السكان، فضلاً عن إغراق بلدة “حسن كيف” التاريخية والتي يبلغ عمرها اثنا عشر ألف عام.

ويرى مراقبون أن أردوغان، يحاول بهذا القرار استمالة الناخبين إلى صفه، قبل انطلاق الانتخابات المحلية في تركيا، وخاصة بعد أن تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة بفعل أفعاله التسلطية، ناهيك عن تحقيق مطامعه التاريخية في دول الجوار، والتي لا تخفى على أحد.

قد يعجبك ايضا