بعد أكثر من 33 عاماً بالمعتقل.. رضوان نصري يروي معاناته داخل سجون تركيا

بعد ثلاثة وثلاثين عاماً قضاها خلف القضبان في سجون النظام التركي، أَبصر رضوان سليمان نصري نور الحرية من جديد، ليروي حكاية نضال وصمود امتدت لعقود.

نصري، ابن قرية “سنجق سعدون” في ريف عامودا شمال شرقي سوريا، كان قد اعتُقل بسبب نشاطاته المناهضة للسياسات التي انتهجتها تركيا وعلى وجه الخصوص بحق الكرد. واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الأسر، يعود إلى الحياة خارج المعتقلات، ليجد عالماً تغير كثيراً، لكنه لا يزال يحمل ذات القضايا والمبادئ التي دفع ثمنها سنوات طويلة من عمره.

ورغم انتهاء مدة محكوميته في عام 2021، إلا أن النظام التركي رفض الإفراج عنه متذرعة بحجج واهية، ومدد احتجازه تعسفياً لمدة ثلاث سنوات ونصف إضافية، تعرض خلالها نصري لممارسات قاسية شملت التعذيب الوحشي والانتهاكات اللا إنسانية، بالإضافة إلى نقله المستمر بين السجون، في محاولة لكسر إرادته.

وخلال سنوات اعتقاله التعسفي في سجون النظام التركي، حُرم رضوان سليمان نصري من زيارة ذويه لسنوات طويلة، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. جاءت هذه الممارسات ضمن سياسات ممنهجة تتبعها السلطات التركية، متجاهلة بذلك القوانين الدولية والمواثيق التي تكفل حقوق المعتقلين.

واليوم، يوجه رضوان سليمان نصري رسالة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، يكشف فيها السياسات التي تمارسها تركيا ضد السوريين، ولا سيما الكرد في شمال شرقي سوريا. كما يسلط الضوء على معاناة المعتقلين في سجونها، والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحقهم، والتي تتجاوز كل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

وعلى مدار السنوات الماضية، طالبت العديد من المنظمات الحقوقية بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف أوضاع السجون والسجناء في تركيا، وخاصة المعتقلين السياسيين. ودعت إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الممنهجة التي يتعرضون لها، والتي وصفها حقوقيون بأنها مخالفة للقواعد الدولية والمعايير النموذجية في معاملة السجناء ومعتقلي الرأي.