في ظل تزايد حدة الأزمات العالمية التي تتجسد في الصراعات المسلحة، والكوارث الطبيعية المتكررة، والاضطرابات الاقتصادية المتسارعة، يواجه العالم تحدياً كبيراً يتمثل في تزايد أعداد الجوعى بشكل مقلق.
وفي هذا السياق، وجه برنامج الأغذية العالمي نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لتقديم تمويل عاجل قدره ستة عشر فاصلة تسعة مليار دولار لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
البرنامج أشار إلى أن هذا المبلغ الضخم، والذي يعادل ما ينفقه العالم على القهوة في أسبوعين فقط، سيكون كافياً لإطعام مئة وثلاثة وعشرين مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، من بينهم واحد فاصلة تسعة مليون شخصٍ على شفى المجاعة.
وتتركز هذه الأزمة بشكل خاص في مناطق مثل غزة، والسودان، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي، حيث يعاني السكان من مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي نتيجة للنزاعات والكوارث الطبيعية والظروف الاقتصادية الصعبة.
المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، أكدت أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكلٍ أسرع من قدرة المنظمات على الاستجابة، داعيةً إلى تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم المالي والدبلوماسي اللازم لمواجهة هذه الأزمة.
ويكشف تقرير برنامج الأغذية العالمي عن أرقام مقلقة حول انتشار الجوع في العالم. ففي الشرق الأوسط، تعاني مناطق مثل غزة وسوريا واليمن من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، حيث يصل معدل انتشار الجوع الحاد في غزة إلى واحد وتسعين بالمئة. وفي أفريقيا، يواجه أكثر من مئة وسبعين مليون شخص الجوع الحاد، مما يشكل نصف احتياجات التمويل للبرنامج لعام ألفين وخمسة وعشرين. كما يعاني ثمانية وثمانون مليون شخص في آسيا والمحيط الهادئ من الجوع الناجم عن الكوارث المناخية.
إن الأرقام والإحصائيات التي قدمها برنامج الأغذية العالمي تدق ناقوس الخطر، ويدعو البرنامج المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة لإنقاذ ملايين الأرواح من براثن الجوع.