بدران جيا كرد: آستانا تحولت من ثلاثية لرباعية وهناك تجاهل لواقع الاحتلال
الجولةُ العشرون مما يسمى بمسار آستانا حول سوريا لم تَخرج بجديد، سوى أن كازاخستان المُستضيفة لهذه المفاوضات، قررت إنهاءها بعد ست سنواتٍ من اتفاقياتٍ غيرِ مُعلنة، كانت سبباً في تعميق الأزمة السورية بدلاً من البحث عن حلٍّ يُنهي معاناة السوريين.
كيلُ الاتهامات للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في نهاية هذه الاجتماعات كان أمراً متوقعاً على اعتبار أن موسكو وأنقرة وطهران ودمشق، تجمعهم أهدافٌ مشتركةٌ تتمثل بالعمل على تقويض تجربة الإدارة الذاتية، وليس العمل على إيجاد حل للأزمة السورية.
الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كورد، قال إن آستانا تحولت من ثلاثيةٍ الى رُباعيةٍ بمشاركة الحكومة السورية ودخلت مراحلَ أمنيةٍ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الشمال السوري المستقرة.
وبحسب بدران جيا كرد فإن الاجتماع كان واضحاً في معاداة الإدارة الذاتية وحقوق الكرد وشعوب المنطقة، وانتهى برسم خارطة طريقٍ للعمل والتنسيق على مستويات مختلفة، لتكونَ شاملةً وضامنةً لمصالح وتقاسم نفوذ كل أطراف هذا المسار، والعمل ضد مصالح سوريا الوطنية.
وفي معرض ردّه على البيان الختامي للحلقة الأخيرة من سلسلة آستانا، أعرب الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية عن استغرابِهِ من التهرّب المُتعمّد من الواقع على الأرض وهو أن تركيا تحتل أجزاءً من سوريا، ولها مُخططات لتقسيمها وترتكب بحق أبناء شعبها جرائمَ وانتهاكاتٍ كبيرةً وتدعم الإرهاب، في حين أن الإدارة الذاتية نموذجٌ للتعايش المشترك وحاربتِ الإرهاب نيابةً عن العالم.
وبحسب جيا كرد فإن ما تسمى عمليةَ التطبيع بين دمشق وأنقرة “تحمل بين طياتها التصعيدَ ودفعَ المنطقة باتجاه المجهول، بالإضافة لاختلاقِ أزماتٍ طويلةِ الأمد وترسيخ الشرخ وخطاب الكراهية بين أطياف المجتمع السوري.
الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد ختم بالقول إن السوريين “بحاجةٍ إلى تضميد الجراح وتقريب وجهات النظر لتحقيق إجماعٍ سوري يتوافق عليه السوريون للحل، وليس التوافقَ بين الأنظمة الحاكمة للاستمرار في سياساتها المأزومة والاستبدادية على حساب الحقوق المجتمعية والوطنية”.