بايدن يعيد ملف صفقة طائرات إف 16 مع النظام التركي إلى الواجهة
الاعتباراتُ الجيوسياسية تتأثر بالمعطيات الإقليمية والدولية ويتم التعاملُ معها وَفقاً لذلك، ولعلَّ الحرب الروسية الأوكرانية والانقسام العالمي بشأن قضايا الشرق الأوسط جعل الولايات المتحدة الأمريكية تعيد النظرَ في تلك الاعتبارات، ولا سيما بشأن صفقة طائرات إف 16مع النظام التركي.
صفقةٌ يعارضها بعض أبرز أعضاء الكونغرس الأمريكي على الرغم من دعم إدارة بايدن لها، حيث أشارت مصادرُ مطلعةٌ إلى إرسال الخارجية الأمريكية إخطاراً غيرَ رسميٍّ من قبل بايدن إلى الكونغرس لمراجعة تلك الصفقة من أجل المضي قدماً فيها.
ولعلَّ من أبرز قضايا الشرق الأوسط التي تستحوذ على اهتمام واشنطن هي المسألةُ الإيرانية إذ يربط مُحلّلون سياسيون بين فتح ملف صفقة الطائرات الحربية وفشل مفاوضات النووي الإيراني. وتحاول إدارة بايدن تمريرَها لأنقرة بهدف الضغط على طهران.
فيما يرى آخرون أن الخطوة الأمريكية، تُعتبر جائزةَ ترضيةٍ للنظام التركي، مقابل موافقته على انضمام السويد وفنلندا للناتو، وتغيير سياساته تجاه قضايا أخرى ملحةٍ في منطقة الشرق الأوسط.
توترُ العلاقات بين البيت الأبيض والنظام التركي منذ عام ألفين وستة عشر كان أبرزَ الأسباب التي حالت دون إتمام هذه الصفقة ولا سيّما بعد مسألة شراء نظام دفاعٍ جويٍّ روسي.
وكان عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز وكريس فان هولن وضعا شروطاً لإتمام الصفقة، وهي ألّا تُستخدم الطائراتُ الحربية الأمريكية في الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اليوناني وألّا تُستخدم ضد الكرد، وأن يوافق النظام التركي على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك ما اعتبرته أنقرة شروطاً تعجيزية.