انقسام بين قادة الاتحاد الأوروبي حول تشكيل قوة دفاعية مشتركة
بعد الأزمة الكبيرة التي خلفها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والمخاطر الجسيمة التي رافقت عمليات إجلاء الرعايا الأوروبيين من مطار العاصمة الأفغانية كابول، كثّفت دولٌ أوروبية من جهودها للعمل على إنشاء قوةٍ دفاعيّةٍ مشتركة خارج المظلة الأمريكية.
دبلوماسيون أوروبيون، قالوا، إنّ قادة الاتحاد الأوروبي فشلوا خلال اجتماعهم في سلوفينيا بتجاوز الانقسامات الكبيرة بشأن إنشاء قوةٍ دفاعيّةٍ أوروبيّةٍ مشتركةٍ مستقلة عن الولايات المتحدة.
وبحسب الدبلوماسيين الأوروبيين، فإنّ القادة الأوروبيين انقسموا خلال الاجتماع إلى معسكرَينِ تقليديَّين، تمثّل الأول بدولٍ شرقيّة من القارة تخشى روسيا وتريد تقوية أوروبا ضمن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في حين تمثّل الثاني بدولٍ بقيادة ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والتي تريد قدراتٍ أكثرَ قوةً واستقلاليّة للاتحاد الأوروبي.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال في تصريحاتٍ صحفيّة قبل الاجتماع، إنه يتعيَّن على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهود لمواجهة الأزمات التي تهدِّد حدوده، مطالباً دول التكتل بما أسماه مزيداً من المسؤولية تجاه أمن الحدود المشتركة.
بدوره، اعتبر مسؤولٌ أوروبيّ رفيع، أن الاتحاد الأوروبي أمام تحدٍّ في ما إذا كان بحاجةٍ للاختيار بين القوة الاقتصادية والعسكرية، في إشارةٍ للدور الكبير لبروكسل، كأكبر مانحٍ للمساعدات وأكبر تكتّلٍ تجاريٍّ في العالم.