انتهاكات وتهجير.. مأساة عفرين تتكرر في تل رفعت

الزمن يعيد نفسه بالنسبة لمهجري عفرين في سوريا، ولكن بطريقة أخرى.. المخطط تركيا والمنفّذ فصائل إرهابية قائمة على الترهيب وارتكاب الانتهاكات والفظائع.

مئات الآلاف من مهجري عفرين وسكان منطقة تل رفعت وشمال حلب، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما البقاء وتحمّل معاناة الاحتلال وانتهاكات الفصائل، أو الهجرة مجدداً وخوض تجربة نزوح جديدة قد تكون أشد من الأولى في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، وتقصير المجتمع الدولي من حيث المساعدات الإغاثية.

ورغم خروج الآلاف من تل رفعت وشمال حلب، إلا أن عشرات الآلاف وأكثر بينهم شيوخ ونساء وأطفال ما زالوا مهددين بمختلف أشكال الممارسات اللإنسانية، حيث بدأت التقارير بالتوالي عن ارتكاب الفصائل الإرهابية انتهاكات بحق السكان في حلب.

تقارير حقوقية أفادت مؤخراً بفقدان مسن لحياته جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل فصائل الاحتلال التركي في مدينة تل رفعت، وذلك تزامناً مع توثيق عشرات حالات السرقة والنهب لممتلكات المدنيين، ما ينذر بأوضاع حقوقية صعبة خلال الفترة القادمة.

وخلال عدة أيام نزح أكثر مئة وخمسين ألف شخص من تل رفعت ومناطق أخرى منها مدينتا نبل والزهراء، ما يشير وفق مراقبين إلى مخطط تهجير ممنهج يهدف لتغيير ديمغرافية تل المناطق وإفراغها من سكانها الأصليين.

وأثارت الهجمات الأخيرة لهيئة تحرير الشام والفصائل الإرهابية الأخرى، مخاوفَ كبيرة من وقوع مجازر بحق المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في حلب، التي تشهد تنوعاً سكانياً من مختلف المكونات السورية، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو لقتل عناصر من قوات الحكومة بطرق فظيعة.