انتخابات كركوك ـ بداية لأزمة جديدة

كركوك،خزانُ النفط ِالعراقي، وينبوعُ اقتصادِه لم تعرف وضعاً أمنياً وسياسياً بعد، فلا زالَ الصراعُ محتدِماً بين أطرافِها المتنازعة، ليخلطوا الاوراقَ فيها من أجلِ مكاسبَ سياسية ما جعلها بؤرةً للتوترِ والصراعِ بين مكوناتها.
ومع احتدامِ الحملةِ الانتخابية البرلمانية في العراق تعودُ محافظةُ كركوك الى الواجهة ِمن جديد، في وقتٍ تختلفُ موازين ُالقوى فيها، حيث كانت تحتَ سيطرة ِالاكراد منذ ُعام ألفين وأربعة عشر، واليوم يسيطرُ عليها كلاً من القواتِ العراقية وفصائلَ من الحشد الشعبي والتي تدينُ معظمُها بالولاءِ لإيران، ما صعّد من حدةِ المخاوفِ من نزاهةِ نتائجِ الانتخابات على المحافظة، وفي خضمّ هذا القلق على مستقبلها، ومع تشكيكِ الكرد بنتائجِ هذه الانتخابات، وانسحابِ الحزبِ الديمقراطي الكردستاني من المشاركة فيها، وصف مسؤولون ومراقبون هذه الانتخابات بأنها “قنبلةٌ موقوتة ستفجِّرُ الصراعَ السياسي في المحافظة من جديد”.
وبهذا الخصوص قال النائبُ عن التحالفِ الكردستاني، مثنى أمين إنّ الخريطةَ السياسية التي أُفرزت في كركوك سابقاً كانت فيها أغلبيةٌ للأكراد، في ظلِّ وجودِ شراكةٍ حقيقية في ادارةِ المحافظة، مؤكداً ان هناك مخاوفَ من نتائجِ الانتخابات في المحافظة بسبب التلاعبِ والضغط ِوالعسكرة واتخاذِ إجراءاتٍ كثيرة طالت مديري الدوائر ِمن الكرد، الذين تم عزلُهم واستبدالُهم بآخرين، كل ذلك تسببَ بإحباطٍ وتشويشٍ لدى الجانب الكردي في المحافظة”، موضحاَ ان ذلك سيؤثر سلباً على نتائجِ الانتخابات.
أمين اشار إلى انه ستكون نتائجُ الانتخابات بدايةً لأزماتٍ جديدة في المحافظة، لأنّ الحكومةَ غيرُ جادةٍ بمهنية الانتخابات.
وقال الخبير السياسي، قاسم العميدي، إنّ “سيطرةَ القواتِ العراقية ومليشيا الحشد ِالشعبي على المحافظة، في وقتٍ مُنعت فيه البشمركة الكردية من دخولِها، يجعلُ من نتائج الانتخابات غيرَ مطمئنة للجانبِ الكردي”.

قد يعجبك ايضا