امرأة تساهم في حفظ التاريخ والثقافة الزردشتية

ولدت الفنانة مهاباد جمال عام 1983 في حيّ سَرشَقام بمدينة السليمانية، وقد أطلقت مهاباد اسم آهور على طفلها الوحيد، لأنها لم تقدر على إخفاء محبتها للدين الزردشتي. ويطلق الزردشتيون اسم آهور على كبير الآلهة التي يعتقدون بها.
تخرجت مهاباد سنة 1997 من المعهد التقاني في السليمانية، وتلعب دوراً في إدارة شؤون الفن التشكيلي بمدينة السليمانية، على الرغم أنها لم تتخرج من أية كلية للفن.
تظهر الرغبة لدى مهاباد على صنع جرار الفخار بعد إنهائها لتعليمها الجامعي، وحينما تتمكن من التعلم على صنع هذه الجرار تبدأ بصنع أشياء أخرى من الفخار. وتسعى إلى تطوير هوايتها في الفن التشكيلي، فتتوجه للعمل لدى الفنان قادر ميرخان طيلة 5 سنوات، وبعدها تعمل بصحبة عدد من الفنانين الآخرين في صنع بعض التماثيل ومشاريع فنية أخرى. وسعت إلى صنع أعمال ملفتة ومميزة وعصرية، فبدأت بصنع الرموز التي تستخدم في الدين الزردشتي من حجر الفخار.
افتتحت مهاباد معرضاً خاصاً بها في مدينة السليمانية وأطلقت عليه اسم آهورا، وهي تصنع فيها أعمالها الفخارية، بالإضافة إلى عرضها وبيعها، حيث يشهد هذا المعرض إقبالاً يومياً من الناس سواء من السليمانية أو من خارجها.
ويجذب الرمل الأحمر المستخدم في أعمال الفنانة مهاباد أنظار جميع الزوار، حيث تجلب مهاباد هذا النوع من الرمال في المناطق المحيطة بمدينة كركوك. وتنتهي من بعض أعمالها الفنية خلال يوم واحد أو يومين، فيما تستمر معها بعض الأعمال طيلة عدة سنوات حتى الانتهاء بحسب مهاباد التي قالت أيضاً: “استمر عملي في نحت وتصميم مكان إيقاد الشعلة في إحدى معابد الزردشتية نحو 9 سنوات.”
تهتم مهاباد إلى جانب أعمالها عن الديانة الزردشتية، بصناعة الخناجر. وتقول عن أسباب اهتمامها بهذا المجال: “لطالما تعرض الكرد إلى الهجمات وحاولوا أن يدافعوا أنفسهم، أنا أصنع الخناجر القصير وليس الطويلة، لأن الخناجر الطويلة هي خناجر الهجوم، أما الخناجر القصيرة فهي للدفاع.”
كما تحتفظ بأعمالها طيلة 20 عاماً الماضية في معرضها، وتعمل على بيعها. حيث تعيل نفسها به من ناحية، ومن ناحية أخرى تساهم في حفظ آثار الثقافة الكردية والديانة الزردشتية.

قد يعجبك ايضا