“المنطقة الآمنة” بوابة المرحلة الثانية للتواجد الأمريكي قانونياً
بعد الإعلان عن إقامة منطقة آمنة، يروج الاعلام التركي المسيس للمقترح ((الفرنسي التركي المقدم بنهاية عام 2014)) كخطة لإنشاء مناطق أمنة في سوريا، رُفِضت وقتها من قبل أوباما وادارته.
وفي عام 2015 وبموجب اتفاق بين اوباما وبوتين بتقسيم سوريا لمناطق نفوذ منحت بموجبها للأمريكان السيطرة والاشراف على شرقي الفرات حتى الحدود العراقية وقد أتم الامريكان السيطرة بالكامل عليها.
وكانت حصة الروس هي الإشراف على غربي الفرات حتى ساحل المتوسط. ولكن هناك معضلة التواجد التركي، والمنطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها، وفق اتفاق سوتشي، ، لذلك ستحاول روسيا بجميع الإمكانيات المتوفرة لديها من انهاء اتفاق ادلب كون مصالحها الاستراتيجية لا تعطيها الحق لإبقاء تركيا مدى الحياة في الشمال الغربي.
بعد قرار الانسحاب الأمريكي والاعلان عن انتهاء داعش في مناطق سيطرتها لا يمكن أن نعتبر مفهوم المنطقة الامنة توصيفا دقيقا يمكن تطبيقه شرقي الفرات كون هذه المنطقة تتمتع باستقرار وامان وتديرها إدارة مدنية ذاتية من قبل جميع شعوبها. ولكن مشروع المنطقة الامنة يُعد بوابة المرحلة الثانية للعودة الأمريكية إلى الجغرافية السورية قانونيا وقطع الطريق امام الاطماع الإقليمية التركية والإيرانية وذلك وفق المصالح الامريكية الاستراتيجية التي أصبحت معاكسة ومخالفة للمصالح التركية عامة وبشكل خاص في المنطقة.
أكرم حسو – كاتب ومحلل سياسي