صفعة أخرى يتلقاها النظام التركي الذي يعاني من اخفاقات داخلية وخارجية وهذه المرة من قبل وزير الخارجية في الحكومة السورية فيصل المقداد الذي حملت حادثة مغادرته لقاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب، بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، لدى الإعلان عن كلمة وزير خارجية النظام التركي هاكان فيدان، رسائلَ سياسية صارمة.
مغادرة المقداد للقاعة بيّن الرفض القاطع من قبل الحكومة السورية لفتح أي قنوات دبلوماسية مع الاحتلال التركي قبل تنفيذ ما تقول عنه دمشق الشروط السورية لعودة العلاقات بين الجانبين وهو موقف رأى فيه محللون أدق توضيحاً لحقيقة مسار التطبيع المعرقل بين الجانبين والذي تلفه الكثير من التعقيدات على المستويين السياسي والاستراتيجي.
مراقبون أشاروا في مناسبات عدة أن الاحتلال التركي غير مستعد على ما يبدو حتى لإبداء نية الانسحاب من الأراضي السورية ويسعى لاستمرار احتلاله للمنطقة، وهو ما عارضه المقداد في تصريحات إعلامية مؤكداً على انسحاب تركيا من الأراضي التي احتلتها في شمال سوريا وغرب العراق قبل أي حديث عن إعادة العلاقات معها.
وبينما يسعى النظام التركي لتحقيق أي تقدم يذكر في مسار التطبيع مع الحكومة السورية جاء انسحاب المقداد من الاجتماع لدى الإعلان عن كلمة هاكان فيدان بحسب مراقبين كهزيمة مدوية لمشروعه الاحتلالي وإفشال كل التوقعات التي تشير إلى احتمال أن تسهم مشاركة النظام التركي في تعزيز الدور العربي على خط التقارب السوري – التركي الذي تقوده موسكو بهدف تخفيف حدة التصعيد في المنطقة.