في ظلِّ التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة بين إسرائيل وإيران، وفي ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل من جهة وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس الفلسطينية من جهة أخرى، تتخوف قوات الحكومة السورية من فتح الفصائل التابعة لإيران جبهة الجولان المحتل مع إسرائيل.
هذه المخاوف تعود بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لعدم قدرة قوات الحكومة على تحمّل فتح جبهة جديدة بعد سنوات من الحرب والمعارك ضدّ الفصائل المسلحة، و”هيئة تحرير الشام الإرهابية الذراع السورية لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش الإرهابي.
المرصد السوري، أكد أن قوات الحكومة تجد نفسها غير مستعدة لمواجهة تصعيد جديد في ظل ما تمرُّ به من أزماتٍ داخلية مستمرة، فهي لا تزال منخرطةً في قتال تنظيم داعش الإرهابي في البادية، الذي يخطط لتكثيف عملياته في الفترة القادمة، مما يزيد من الأعباء العسكرية على القوات الحكومية التي تعاني أصلاً من نقصٍ في الموارد والتجهيزات نتيجة الاستنزاف الطويل في الحرب.
وما يزيد من حدة تخوفات قوات الحكومة من فتح جبهة الجولان المحتل مع إسرائيل، أن هيئة تحرير الشام الإرهابية تتحضر لشن عملية عسكرية واسعة ضدّ هذه القوات في أرياف حماة وإدلب واللاذقية وحلب، شمال غرب البلاد، في حال قررت إسرائيل فتح جبهة في الجولان السوري المحتل. ما يزيد من احتمالية انهيار قوات الحكومة على جبهات عدة وبأوقات متزامنة.
سوريا
قوات الحكومة تسعى لمنع إيران من فتح صراع مع إسرائيل داخل البلاد
المرصد الحقوقي أكد أن قوات الحكومة تسعى لمنع إيران من فتح صراع مع إسرائيل داخل الأراضي السورية، وذلك من خلال عدم السماح للفصائل التابعة لإيران من الاقتراب من المواقع العسكرية القريبة من حدود الجولان المحتل، حتى لا يتمُّ استخدامها من قبل الفصائل لشن هجماتٍ ضد إسرائيل، تفادياً لتوسيع المواجهات مع إسرائيل.
كما أشار المرصد، إلى أن هناك استياءً كبيراً بين ضباط قوات الحكومة من وجود مستودعات للأسلحة والصواريخ التابعة لحزب الله والفصائل التابعة لإيران داخل القطعات العسكرية السورية، والتي تتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة كان آخرها مستودعات الأسلحة في ريفي حمص وحماة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أوعزت قيادة القوات الحكومية عدة مرات لقطعاتها العسكرية المنتشرة قرب الجولان السوري المحتل بعدم السماح لعناصر الفصائل التابعة لإيران من استخدام هذه الثكنات لمهاجمة إسرائيل وذلك بهدف تجنب التصعيد معها على الأراضي السورية، وفقاً للمرصد السوري.