لا يدّخر النظامُ الإيراني والفصائلُ التابعة له، جهداً في التوسّع وترسيخ نفوذِهم على الأراضي السورية، بدءاً من جنوب البلاد، مروراً بشمالها وليس انتهاءً بشرقها.
وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عددَ عناصر الفصائل التابعة للنظام الإيراني في سوريا، بلغ نحوَ خمسة وعشرين ألفَ عنصر، بينهم تسعة آلاف سوري، والآخرون من جنسياتٍ آسيوية ينتشرون بشكلٍ أساسي في مدينة دير الزور وريفها، على مساحةٍ تفوقُ مساحةَ لبنان جغرافياً.
المرصدُ أوضحَ، أن الفصائلَ التابعةَ لطهران تنتشر بشكل أساسي في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، بدءاً من مدينتي البوكمال والميادين قرب الحدود السورية العراقية وصولاً إلى الحدود الإدارية لمحافظة حمص وسط سوريا، مشيراً إلى أنَّ فصائلَ “زينبيون الباكستانية وفاطميون الأفغانية” وفصيل سيد الشهداء، إضافةً للحرس الثوري الإيراني، هي أبرزُ الفصائل التي تنشطُ في تلك المِنْطقة.
وبحسب المرصد، فإنَّ المواقعَ العسكريّةَ التابعةَ لتلك الفصائل، بما في ذلك مستودعاتِ الأسلحة والذخائر، تنتشرُ بالمناطق المأهولة بالسكان في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، كالعشارة والقورية والبوليل، إضافةً لوجودها الكبير في أحياء الرصافة وهرابش والعمال داخل المدينة.
وكثّفت تلك الفصائلُ مؤخراً، من عملياتِ تهريب الأسلحة من العراق إلى سوريا، عبرَ معابرَ غيرِ شرعيَّةٍ تسيطرُ عليها، بما في ذلك صواريخَ قصيرةٍ ومتوسطةٍ المدى، يرجّحُ أن يكونَ هدف النظام الإيراني من ورائها العملُ على تأمين طريق طهران – بيروت، لا سيَّما في ظلِّ عدم تنفيذ أي هجمات ضدَّ تنظيم داعش الإرهابي بالمنطقة.