التطورات الميدانية المتسارعة التي تشهدها جبهتا حلب وإدلب شمال غربي سوريا، وسط اشتباكاتٍ وُصفت بالضعيفة بين هيئة تحرير الشام الإرهابية “جبهة النصرة” سابقاً وقوات الحكومة السورية، تعيد إلى الذاكرة سقوط مدينة الموصل العراقية قبل سنوات بيد تنظيم داعش الإرهابي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد بارتفاع حصيلة الاشتباكات التي لا تزال مستمرةً ليومها الرابع توالياً بين هيئة تحرير الشام الإرهابية “جبهة النصرة” سابقا وقوات الحكومة في ريفي حلب وإدلب شمال غربي البلاد، إلى أكثر من ثلاثمئة قتيل من الطرفين بينهم مدنيون.
وتزامن هذا مع تأكيد المرصد، دخول هيئةَ تحرير الشام والفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي مدينة حلب بعد اشتباكات مع قوات الحكومة على أطراف المدينة، وسيطرتها على عدة أحياء أبرزها الحمدانية وحلب الجديدة و “ثلاثة آلاف شقة” والجميلية وصلاح الدين، فيما تحدثت تقارير أخرى عن السيطرة على قلعة حلب وأحياء السكري والفرقان والأعظمية وسيف الدولة.
إلى ذلك، ردت القوات الحكومية بسلسلة غارات جوية وقصف استهدفت عناصر الهيئة والفصائل المسلحة التابعة لتركيا في حلب، ما أسفر عن مقتل عشرين عنصراً، فيما تعرض حي الفرقان وأحياء أخرى داخل المدينة لغارات جوية هي الأولى من نوعها منذ ثماني سنوات، بحسب المرصد السوري.
وفي ريف حلب الشمالي، أفادت تقارير بشن طائراتٍ حربية روسية غارةً جوية بثلاثة صواريخ استهدفت مقراً عسكرياً كان يضمُّ مجموعةً من عناصر ما تُسمَّى “القوة المشتركة” التابعة للاحتلال التركي على أطراف مدينة مارع، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر وتدمير المقر وعدد من السيارات العسكرية.
وفي وقت سابق، شن الطيران الحربي السوري والروسي غاراتٍ جويةً استهدفت مدينة إدلب وقرى قميناس وبنش وجوباس وداديخ وكفرعويد بريف المدينة، ما أسفر عن فقدان أربعة مدنيين لحياتهم وإصابة تسعة عشر آخرين، وذلك قبل ساعات من فقدان أربعة طلاب لحياتهم وإصابة اثنين آخرين في قصف للهيئة الإرهابية على السكن الجامعي في مدينة حلب.