الليرة التركية من سيء إلى أسوأ أمام الدولار وغموض يلف مستقبلها
يد في الجيب، وأخرى على القلب، وأعين تراقب شاشات أسعار العملات في شركات الصرافة، هكذا بات حال الأتراك في الأيام الأولى من الولاية الجديدة لرئيس النظام التركي رجب أردوغان.
الليرة التركية تنهار أمام الدولار الأمريكي، ربما هذا هو الوصف الأدق لما تعانيه العملة المحلية مقابل العملات العالمية، هذا الانهيار أو التدهور لم يأتِ من فراغ، فلكل نتيجة سبب ما، وسبب هذا التراجع وفق خبراء اقتصاد هو رجب أردوغان.
الرجل الذي غيّر نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، استمر طيلة السنوات الأخيرة بالتدخل في سياسة البنك المركزي التركي، وهو ما أدى إلى تغيير رؤسائه أربع مرات قبل أن تنتشر الشائعات عن مساعي أردوغان لتعيين حفيظة غاي أركان كأول امرأة تستلم هذا المنصب، لعل وعسى تتدارك هي ووزير المالية محمد شمشك المعين حديثاً، ما حصده أردوغان من قراراته الخاصة بخفض الفائدة.
الأتراك استيقظوا الأربعاء على وقع خبر صادم، فالليرة واصلت هبوطها، مسجلة تراجعاً كبيراً أمام الدولار، الذي تجاوزت قيمته، ثلاثاً وعشرين ليرة، ما خلق تخوفاً لدى المواطنين الذين تنخفض قيمة رواتبهم بين ليلة وضحاها.
التخوفات الشعبية عززتها تصريحات رئيس مركز أبحاث السياسات الاجتماعية وتنفيذها، سردار سايان التي أكد من خلالها وجود توجه لدى حزب العدالة والتنمية لفرض زيادات جديدة في الضرائب والأسعار، مشيراً إلى أن النظام التركي أرجأ هذه الزيادات لما بعد الانتخابات، التي جرت الشهر الفائت على جولتين.
على المدى المنظور، لا تملك الحكومة التركية الجديدة عصا سحرية تقلب الاقتصاد من حال إلى آخر، فرغم وعود شمشك المخملية بزيادة الرفاهية الاجتماعية، والعودة إلى أساس منطقي في السياسات الاقتصادية بحسب زعمه، إلا أن الواقع يشي عكس ذلك، فالليرة تسير من سيء إلى أسوأ، وقادمات الأيام ستكشف ما جناه أردوغان على تركيا.