اللاجئون السوريون يخوضون رحلة الموت بشكل معاكس

مئاتُ السوريين في ألمانيا يخاطرونَ بسلوكِ “رحلة الموت” عكسًا من أوروبا إلى تركيا على الأقل إذا لم تكن إلى سوريا، فيما بات يعرفُ اليوم باسم “الهجرة العكسية”.
ففي تقرير اعلامي ألماني كشف عن أسباب هجرة اللاجئين السوريين في ظل تزايد عدد اللاجئين الذين يسلكون رحلة الموت بشكلٍ معاكس متجهين إلى تركيا، وذلك بعد أن ضحوا بالكثير من أجل المجيء إلى أوروبا.
ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ألمانيا، دومينيك بارتش، يرى أن “السوريين يغادرون أوروبا، وذلك بسبب أهمية الأسرة بالنسبة لهم”. ووفقاً لتقرير تلفزيون ARD الالماني فإن “الرغبة في لم الشمل مع العائلة هو ما يدفع الكثير من السوريين على العودة”.

ويلفت غونتر بروكهاردت الرئيس التنفيذي للمنظمة “برو أزول” التي تعنى بشؤون اللاجئين في ألمانيا.
إن “العديد من السوريين يفضلون الموت على استمرار العيش بعيدًا عن عائلاتهم، يأتي هذا بعد ان
عطلت الحكومة الألمانية العمل بقانون لمّ الشمل منذ مارس/ آذار 2016لمدة عامين، ومازاد من يئس اللاجئيين صدور قرارٍ في شهر آذار المنصرم، ينص على تمديد فترة التعليق حتى 31 يوليو/ تموز 2018، مما جعل العديد من السوريين الحاصلين على حق “الحماية المؤقتة” يشعرون بالإحباط والخذلان، وخاصةً بعد أن حددت الحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا عدد أفراد الأسر المسموح لهم بدخول البلاد بـ 1000 شخص في الشهر.

رحلة العودة “العكسية” تعتبر أمرًا خطيرًا ومكلفًا بالنسبة للاجئين، حيث يسافر المهاجرون إلى اليونان عبر الطرق الشرعية المعروفة، ومن هناك يتواصلون مع المهربين المحليين الذين يقومون بنقلهم إلى تركيا بطريقة غير شرعية عبر نهر إيفروس، الذي يفصل تركيا عن اليونان مقابل 200 يورو.
وبمجرد وصولهم لتركيا يبدؤون بمواجهة مشاكل في التعليم والحصول على الوظائف، اذ أنهم لايملكون تأشيرة ولا وضع قانوني هناك، وبحسب هيومن رايتس ووتش، فإن الوافدين الجدد يواجهون خطر الترحيل.ولا يجب اعتبار تركيا بلداً آمناً يمكن لأوروبا إعادة اللاجئين إليه”.

الحكومة الألمانية اتبعت نهج سياسة الترغيب لدفع من لم تُقبل طلباتهم باللجوء وكذلك المهاجرين غير النظاميين إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية بعد برنامج أطلقته بداية 2017 يهدف إلى دعم العائدين بحوافز مالية بين 800 و3000 يورو.

قد يعجبك ايضا