الكرد مجازر كثيرة بعناوين مختلفة.. الذكرى الثالثة والثلاثين لمجزرة حلبجة

 

عقودٌ من الظلم والاضطهاد والقتل والتدمير مُورِسَتْ ضدّ الكرد في العصر الحديث، ابتداءً من مجازر ديرسم ووادي زيلان ومآسي ثورة الشيخ سعيد بيران، وليس انتهاءً بعمليات الأنفال السيئة الصيت ومجزرة حلبجة.

ففي صبيحة السادس عشر من آذار عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين، وقبل أن تضع الحرب العراقية الإيرانية أوزارها، شنّ نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين هجوماً بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً على مدينة حلبجة الكردية، في خطوة ممنهجة لإبادة الكرد وطمس هويتهم في العراق.

حلبجة الشهيدة كما يحب أن يسميها الكرد، أضحت في ذاك اليوم في سبات طويل فلم يسمع فيها حفيف أو صوت أو تُرى أي حركة، فلا أثر للحياة فيها منذ أن أمطرتها الطائرات العراقية بسمّها القاتل، بأمر من وزير الدفاع علي حسن المجيد والملقب بعلي الكيماوي، نظراً لضلوعه في تلك المجزرة.

هجوم مروّع أسفر عن قتل أكثر من خمسة آلاف شخص خلال لحظات، جلّهم من النساء والأطفال ولقي الآلاف بعد ذلك مصرعهم؛ بسبب المضاعفات الناجمة عن استخدام غاز الخردل والسارين والسيانيد المحرمة دولياً.

ذكرى مجزرة حلبجة تاريخٌ لن ينساه الكرد، فهي ماثلةُ أمامهم وحاضرة في أذهانهم يحيونها في كل عام بالوقوف دقيقة صمت لمدة خمس دقائق، تتوقف خلالها الحركة في الشوارع إجلالاً لأرواح ضحايا المجزرة واستنكاراً للصمت الدولي.

وبهذه المناسبة دعت حكومة إقليم كردستان حكومة بغداد؛ لتعويض الضحايا وإعادة إعمار المدينة الواقعة على الحدود الإيرانية من الجهة الشمالية الشرقية، والتي دمرتها آلة الحرب العراقية، علاوة على اعتبارها من جرائم الجينوسايد بحق الشعب الكردي.

مآسي الشعب الكردي لم تنتهِ عند مجزرة حلبجة، بل ازدادت حدةً مع هجوم تنظيم داعش الإرهابي على قضاء سنجار عام ألفين وأربعة عشر في العراق، ومدينة كوباني، ناهيك عن العدوان الذي شنّه جيش النظام التركي على عفرين ورأس العين وتل أبيض في شمال سوريا، أسفر عن احتلال تلك المناطق وتهجير سكانها الأصليين والتنكيل بهم، واستيطان عوائل الفصائل الإرهابية التابعة له مكانهم، دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً.

قد يعجبك ايضا