القمة العربية بين المخاوف والآمال
في ظروف استثنائية بالغة الدقة، تنعقد الدورة الثلاثين لقمة زعماء الدول العربية في تونس، وسط تطلع عربي كبير، لما قد تحمله هذه القمة لشعوب هذه المنطقة من حلول، أو رؤىً عملية بناءة قد تضعها في بداية الطريق، لحلحة ما استعصى على تلك المؤتمرات لعقود.
القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة دوماً في جميع القمم السابقة، تترقب الأنظار إلى أي جديد قد تأتي به قمة تونس بشأنها، لا سيما في ظل الرفض الإسرائيلي لأي حل لا يُكرَّسُ بمعظمه في خدمتها، وإن على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
حق العودة إلى الديار الفلسطينية من شتات اللجوء، والقدس كعاصمة لدولة فلسطينية، من تلك التي تأبى إسرائيل حتى مجرد التفاوض عليها، في ظل انقسام فلسطيني انعكس على معظم أرجاء البلاد، وكان قطاع غزة أكبر الدافعين لفاتورته في ظل الحصار وممارسات الاحتلال، التي تحاول تكريس ما يسمى بصفقة القرن، كواقع لا محيد عنه.
على جدول أعمال قمة العرب كذلك قضية الجولان السوري المحتل، والذي فاقم من مأساته الاعتراف الإمريكي بالسيادة الإسرائيلية عليه.
كذلك هناك الحرب السورية التي تعد أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، ولا تزال تنهش في جسد سوريا وأبنائها… وإن تعافت بعض أجزائها حديثاً من إرهاب تنظيم داعش، على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، فهي تنتظر العلاج الناجع لشتات قضيتها على منابر السياسيين، بينما الاحتلال التركي لا يزال يقضم آمال شعبها في الخلاص، كما قضم الكثير من أراضيهم في الشمال.
ما بين هذا وذاك، تبقى الآمال معلّقة على ما ستُفصح عنه قمة تونس، هل تكون فاتحة إجماع عربي فاعل وجاد، أما أنها ستأفُل كما أفلت سابقاتها من القمم، مكاناً للتنديد الجاف، والتقاط الصور التذكارية للملوك والزعماء.