القضية الفلسطينية.. حقل توظيف للدول الإقليمية لتحقيق أهداف توسعية
لم يعد خافياً على أحد أن الثابت الوحيد في المنطقة العربية منذ قرون هو أنها ساحة للصراعات الدولية والتدخلات الإقليمية، وأن المتغير في ذلك هو اسم المتدخل فقط، وأن السلطات المتعاقبة في هذه المنطقة هي وكيلة لهذه القوى بما في ذلك الحكومة السورية وحزب الله اللبناني حلفاء إيران والفصائل السورية المسلحة اتباع تركيا.
ولأن المنطقة العربية ساحة للصراعات لا تتوانى الدول الإقليمية عن ركوب الموجة مع أي أزمة وتوظيف أية قضية خدمة لمصالحها بما في ذلك القضية الفلسطينية التي يقول محللون إنها باتت منذ عقود حقل توظيف كبير لكل من إيران وتركيا لتحقيق أهداف توسعية.
فإيران التي تقول أطراف عراقية إنها حولت العراق بعد سقوط نظام صدام حسين إلى حديقة خلفية لها وساحة لتمرير مشاريعها ورأس حربة في مشروعها الإقليمي، عملت منذ إسقاط نظام الشاه ووصول الخميني إلى حكم البلاد عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين، على البناء على ملف القضية الفلسطينية للوصول إلى المشروع المرجو، فأنشأت بعد دعمها لحركة أمل جماعة حزب الله في لبنان من عناصر من هذه الحركة لتكون رأس الحربة الآخر في المشروع، تحت مبرر محاربة إسرائيل، ليحل مع دخول الألفية الجديدة محل الدولة اللبنانية أو يصبح ما يمكن تسميته بدولة داخل دولة.
وتسلط الحرب الدائرة بغزة بحسب محللين، الضوء مجدداً على أن طهران وحلفاءها لم يقدموا على أي خطوة تخدم القضية الفلسطينية ما خلا التصريحات والتهديدات وأن حزب الله افتعل حرب تموز عام ألفين وستة مع إسرائيل لتدويل القضية وصولاً إلى نشر قوات دولية على الحدود للتفرغ لبسط نفوذه على المؤسسات اللبنانية، مشيرين إلى الموقف الإيراني “الخجول” وغياب رد الفعل إزاء الحرب على قطاع غزة والاكتفاء باستهداف القواعد الأمريكية بالمنطقة دون إحداث أي تأثير.
أما تركيا التي كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين، يرى محللون أنها تسارع لركوب أي موجة خدمة لمصالحها بما في ذلك حرب غزة ومحاولة الاستثمار في مآسي الشعب الفلسطيني هناك، حيث أطلق رئيس نظامها رجب أردوغان بعد اندلاع الحرب تصريحات تصعيدية ضد إسرائيل، بموازاة استمرار التبادل التجاري معها وعدم الإقدام على خطوة فعلية لدعم غزة بما في ذلك طرد السفير أو قطع العلاقات.