الغارديان: تحقيق حلم إقامة الدولة الكردية لن يكون سهلاً

ما يزال استفتاء إقليم كردستان العراق متصدراً الصفحات البارزة في الصحف العالمية، حيث اهتمت غالبيتها بتعدد القوى الرافضة للاستفتاء، بدءاً من العراق باستثناء الكرد أنفسهم، مروراً بدول الجوار جميعها، وجميع الدول العربية ممثلة في جامعة الدول العربية وغالبية الدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

بدايةً نطالع مع صحيفة “الغارديان” البريطانية التي نشرت تقريراً وصفت فيه تحقيق حلم إقامة الدولة الكردية بأنه “لن يكون سهلاً” لاسيما مع الرفض الدولي الذي يواجهه.

وترى الصحيفة أن الاستفتاء المزمع إجراءه غداً سيعزز مكانة “مسعود بارزاني” رئيس إقليم كردستان العراق بين شعبه بالرغم أن الخطوة التالية لما بعد الاستفتاء معلومة.

وأضافت الصحيفة أن أكراد العراق ماضون في طريق الاستفتاء الذي سيشمل الأراضي المتنازع عليها، التي باتت تحت سيطرة الأكراد بحكم الأمر الواقع.

وأشارت الغارديان إلى أن قرار الاستفتاء جُوبه برفض عراقي ودولي من قبل تركيا وإيران والسعودية وجامعة الدول العربية وكذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكذلك أمريكا، بينما تُشجّع إسرائيل الكرد على الانفصال.

بينما انتقدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الاستفتاء، وقالت إن هذه الخطوة تعد خطأً استراتيجياً يعبّر عن قصر النظر، وسط الخشية من اندلاع صراعات في البلاد برمتها.

وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها عما إذا ما كان أهالي كردستان العراق يريدون أن تكون لهم دولة مستقلة مكتفية ذاتياً ومعترف بها دولياً، أم مظلمة دائماً يبقون يشكون بسببها كما هو حال أهالي كتالونيا في إسبانيا.
وأشارت إلى أن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق “مسعود البارزاني” سبق أن أعلن عن عزمه إجراء استفتاء في 2014، لكنه أجّل هذا الإجراء لمساعدة بغداد وواشنطن من أجل وقف تقدم تنظيم داعش.

وأضافت الصحيفة أن البارزاني يقول إن لدى شعبه حقاً طبيعياً منحه لهم الله يتمثل في حريتهم في تقرير المصير، وإنه ربما يعد من السهل التعاطف معه.

وأشارت وول ستريت جورنال، إلى أن الكرد ينتشرون في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأنهم يتحدثون لغة واحدة ولديهم ثقافة وجغرافيا مشتركة.

وقالت إن الكرد أثبتوا أنهم شريك موثوق به للولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وفي قدرتهم على حماية أراضيهم.
وقالت الصحيفة إن البارزاني وضع نفسه في زاوية، بعزمه على المضي نحو إجراء الاستفتاء، من دون حصوله على الدعم والتأييد من حلفائه، وإن تأجيل الاستفتاء قد يسبب له الحرج، ولكنه يعد ثمناً يسيراً يدفعه لحماية مصالح الكرد على المدى الطويل، وهم الذين يقول إنه يسعى لمساعدتهم.

في حين مجلة “إيكونوميست” البريطانية أوضحت أن الدول الغربية تعتبر أن هذا الاستفتاء يهدد بتشتيت الجهود وإبعاد التركيز عن المعركة مع تنظيم “داعش” وإعادة الاستقرار للمناطق التي تمت استعادتها منه، كما أن إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها مع بغداد مستفز بشكل خاص ويؤدي إلى زعزعة الوضع وإثارة الفوضى.

وأضافت أن مسؤولين غربيين هددوا قادة إقليم كردستان بوقف مساعداتهم إذا رفض رئيس حكومة الإقليم مسعود البارزاني مقترحاتهم.

مرة أخرى صحفية “الغارديان” أيضاً تقول إن أحد العوامل التي تدفع بالكرد إلى الإصرار على “الانفصال” وإجراء الاستفتاء الآن، هو خوفهم من انحسار قوتهم بعد هزيمة تنظيم “داعش”، إذ بعد ذلك لن تكون حاجة الغرب لهم كبيرة، كما أن بغداد بعد ذلك ربما تصبح أقوى.

وقالت أيضاً إن الدعوة إلى الاستفتاء أثبتت أن المجتمع الدولي يصيبه الرعب من كل شيء يزعزع وضع العراق، كما يثبت أن الكرد لا يمكن أن يكونوا محل ثقة أكيدة.

وأخيراً صحيفة “التايمز” البريطانية أشارت إلى ما أسمته بـ”جروح الماضي”، وقالت إنها تمنحهم الشجاعة للمغامرة بالاستفتاء، رغم الرفض الواسع لخطوتهم هذه.

واختتمت تقريرها قائلة إن تنفيذ الاستفتاء، يوم الاثنين، في الغالب سيعيد تقسيم الحدود “على الرمال” التي قُسّمت قبل 100 عام، مع شبح العنف الذي أصبح أمراً عادياً، كما أنه سيفتح فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط.

 

قراءة: زوزان بركل

قد يعجبك ايضا