العرب اللنندنية: إيران والعقوبات المسلحة
إيران والعقوبات المسلحة
الكاتب: إبراهيم الزبيدي
الرئيس الأميركي ترامب، ومعه القوى الفاعلة في أميركا، آتٍ ليثبت للعالم أن المصالح قد تغيرت، وتغيرت المواقف هي الأخرى. والمواجهة مع إيران هي واحدة من معارك الربح والخسارة،جاءت التصريحات الأخيرة التي أطلقها أعوان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن، وما يرافقها من مدمرات وقاذفات، وبهذا التوقيت الذي يأتي في أعقاب التضييق النفطي على إيران، وإدراج حرسها الثوري على قائمة الإرهاب، تأكيدا لما أسرَّه لكاتب هذه المقالة، قبل أكثر من عام، مصدرٌ سياسي أميركي عراقي موثوق به جدا وله علاقة تكاد تكون يومية بأعضاء الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس، مؤكدا أن الإدارة الأميركية لا تفكر بتوجيه ضربة عسكرية، من أي نوع وأي حجم، لمواقع إيرانية، ولكنها أبلغت النظام الإيراني عبر أطراف ثالثة، منها عراقية ولبنانية وفلسطينية، بأن الولايات المتحدة سترد بقوة على أي عمل عدواني، صغير أو كبير، تقوم به عناصر من الحرس الثوري أو الميليشيات العراقية واللبنانية ضد أي وجود أميركي في العراق أو سوريا، أو ضد أيٍ من حلفائنا في الخليج العربي.
فمستشار الأمن القومي، جون بولتون، قاله بوضوح إن “نشر حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن)، وقاذفات قنابل، إلى منطقة القيادة المركزية، هو رسالة جلية إلى النظام الإيراني بأن أي هجوم على المصالح الأميركية أو على حلفائنا، سيقابل بقوة لا هوادة فيها”.
وبالفعل أجبرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حكومة الاتحادَ السوفييتي على دخول سباق تسلح تقليدي ونووي هائلين، وأدخلوها في حروب باردة وساخنة في جمهورياته المتعددة أنفقت فيها القسم الأكبر من ثرواتها على ترسانتها الحربية، حتى أصبحت قوة نووية هائلة ولكن بشعب يعيش على أقل من الكفاف، الأمر الذي جعل النظام يتهاوى على يد ميخائيل غورباتشوف من الداخل، ودون حروب. وإيران اليوم داخلة إلى نفس تلك اللعبة الخادعة.
وما إقدام ترامب على جعل عقوباته الخانقة مسلحة بالقوة الباطشة المتأهبة إلا سعيا وراء تفليس النظام الإيراني من هيبته أمام شعبه وأمام شعوب المنطقة، وإلا استفزازا مُذلا ومهينا يهدف إلى استدراج أحد قادة الحرس الثوري أو الميليشيات العراقية أو اللبنانية إلى ارتكاب حماقة من أي نوع وأي حجم لتكون القشة التي ستقصم ظهر هذا البعير الأطرش والأخرس والأعمى الذي لا يريد أن يعرف حده فيقف عنده، وأنه، عاجلا أو آجلا، لن يكون إلا من الخاسرين.