العرب اللندنية: موقف أردوغان حيال إبادة الأرمن التزام قومي

الكاتب: عدلي صادق

 

يتبنى كثيرون من جماعات الإسلام السياسي، موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موضوع إبادة الأرمن، لأن وجهتهم العامة هي امتداح أردوغان في أي موقف، دون تمحيصه بمنطق التاريخ السياسي الأيديولوجيا نفسها.
في هذا السياق، تحدثوا مؤخرا عن “مأثرة أخرى” للرئيس التركي”، الذي أسقط في الكونغرس الأميركي أكذوبة إبادة الأرمن”.
فما تعرض له الأرمن، لاسيما في العام 1915، هو محض أكذوبة عند محبي أردوغان، وربما لا يجرؤ أردوغان نفسه على استخدام هذا الوصف.
النكران مهمة الموالين وليست مهمة الولي، الذي لن يتحرّج في هذا المثال من التغاضي عن سلسلة من المذابح والحرق الجماعي والاغتصاب والتهجير القسري بلا طعام وعمليات إغراق في البحر لجموع من الأرمن.
وكأن هذه الحقيقة، ليست ذات قرائن من الصور الفوتوغرافية والبحوث والآثار المادية والمعاهدات والتحقيقات والمحاكمات وتقارير المراسلين المعايشين و”معاهدة سيفر” الدولية وروايات الشهود.
وكأن المسؤولين الأتراك أنفسهم عن قتل الأرمن، لم يعترفوا بما فعلوا، وإن كانوا التزموا طوال أكثر من القرن، بالتشكيك في جزئيات ما حدث، بهدف تحاشي دفع التعويضات.
المفارقة أن أردوغان، في انتصاره الوهمي الذي لم يحدث، والذي يصفه هؤلاء بـ” إسقاط أكذوبة إبادة الأرمن في الكونغرس” يعلم جيدا أن الأميركيين كانوا يتابعون مجريات الأمور في تركيا عن كثب، وكان إعلامهم يغطي الوقائع اليومية.
إن مسألة الموقف التركي من مذابح الأرمن، في العهدين القومي الطوراني والإسلاموي الأردوغاني، هي نفسها.
المسألة مسألة تعويضات مالية، تصحو وتنام، كورقة ضغط على الأتراك، الذين لا يريدون التعويض عن خسائر معلومة مُنيت بها طائفة، كان ثراؤها في تركيا، أحد أسباب إبادتها.

قد يعجبك ايضا