العرب اللندنية ضاقت السبل على حكام طهران

ضاقت السبل على حكام طهران
الكاتب: د. ماجد السامرائي

اعتقاد طهران أن المحدودية السياسية للأزمة مع واشنطن دون الأمم المتحدة تمنحها القدرة على المناورة أو استعطاف العالم، هي مراهنة غير مجدية.
بدا أركان نظام خامنئي يشتغلون على تجريب سبل مواجهة المرحلة الجديدة من العقوبات الأميركية الهادفة إلى تغيير سلوكهم التخريبي والتوسعي في المنطقة العربية، وليس إلى تغيير نظامهم السياسي وكبح جماح صناعة القنبلة النووية، وتعطيل مشروعهم الإمبراطوري المتناقض مع أبسط مفاهيم العصر الحديث والتخلص من الازدواجية بين الدولة المدنية الحديثة والدولة الأوتوقراطية الحالمة بالسيطرة على العالم الإسلامي، مع أن حاكمها يدرك أن هذا المشروع التوسعي المغطى بالشعار الشيعي لا يجد مساحة زمنية ولا مكانية له في العالم الجديد حتى ضمن موصوفات الدين الإسلامي.
الخطة الرديفة في التحايل الإيراني على العقوبات باتت جاهزة ويتم تفعيلها بقوة حتى وإن وصلت طهران إلى خسارة ما لا يقل عن 80 بالمئة من صادراتها النفطية ومساحتها الأولى هي العراق بعد أن أحكمت إيران وضع ترتيبات مالية مصرفية وغير مصرفية كبيرة وعلاقات تجارية ومافيات عريقة في التهريب ليست بعيدة عن عيون الرقابة المالية الأميركية.
الحاكم الإيراني يحاول استخدام موروثه السياسي في المخادعة والابتزاز، مثلا عبر النفاذ داخل جدار العلاقات الخليجية واستثمار خلاف قطر مع المجموعة العربية الخليجية في تسويق متبادل مع حكومة الدوحة الخاضعة لإملاءات طهران الحالية في فك عزلته من دون مبررات واقعية سوى التهرب من استحقاقات الوفاء بالعلاقات الأخوية الخليجية، أو إحياء المريض الإخواني الذي أصبح جزءا من مرحلة انتهت في الواقع السياسي العربي.
اعتقاد طهران أن المحدودية السياسية للأزمة مع واشنطن دون الأمم المتحدة تمنحها القدرة على المناورة أو استعطاف العالم، هي مراهنة غير مجدية. إذا كان حكّام طهران يعتقدون بأنهم يمتلكون قدرا كافيا من الاحتياطات السياسية التي دائما ما يتهمون نظام صدام حسين بعدم امتلاكها، فإن عليهم استباق الانهيارات المقبلة والقبول بأقل الأضرار وهي التنازل عن كبرياء الإمبراطورية، وترك العراق وشعوب المنطقة أحرارا وآمنين في أوطانهم.

قد يعجبك ايضا