العرب اللندنية: حل لبناني للمأزق السوري

حل لبناني للمأزق السوري

الكاتب: علي قاسم

على سوريا، بحكامها ومحكوميها، بسلطتها ومعارضتها، الاعتراف بهذه الحقيقة، وتبني الحل اللبناني الذي سيكفل للبلدين الوصول إلى حل للمأزق، وإعلانها صراحة، لا نحتاج أطرافا خارجية تحمينا، نحن قادرون على حماية أنفسنا، لأننا متسامحون، ونحترم الآخر.

المأزق السوري واللبناني بدأ من القاهرة… في سوريا أنهى إعلان الوحدة بين دمشق والقاهرة، يوم 22 فبراير 1958، ربيعا قصيرا للديمقراطية عاشه السوريون.
وفي لبنان لا يزال “اتفاق القاهرة” الذي عقد سنة 1969 مع منظمة “فتح” الفلسطينية في الجنوب ساري المفعول، لكن “المستأجر اليوم طرف لبناني” هو حزب الله، ليدفع اللبنانيون الثمن، اقتتالا ووصاية خارجية، بدآ عام 1975 ولم ينتهيا حتى يومنا هذا.
يحق للبنانيين أن يروا في “حزب الله” ممثلا لقوة تدخل خارجية، فالحزب لا ينكر ولاءه لإيران، بل يدافع عن هذا الولاء ويدعو إلى تعزيزه. عندما اتهم حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، بالولاء لإيران رد على منتقديه قائلا “افتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه”.
رغم ما قيل، تبقى المشكلة في سوريا أعمق، حيث تتبارى أطراف عديدة على تأكيد شرعية وجودها، متذرعة بذرائع مختلفة، هي غطاء يخفي حقيقة واحدة، إقامة قواعد تحفظ لها مصالحها.
تركيا، برئاسة زعيم مغرور، تحلم بإعادة أمجاد الخلافة العثمانية، وإيران المحكومة بآيات الله تبحث عن الثأر بزرع الفتن، الولايات المتحدة الأميركية تعتبر نفسها الوريث الشرعي للمنطقة، فطعم الانتصار في الحرب العالمية الثانية يغري بالتهام ما تبقى من الوليمة.
أما روسيا، التي أقصيت جانبا رغم مشاركتها الغرب انتصاراته، وفككت إمبراطوريتها البلشفية، فهي تحلم، بقيادة زعيم مغامر آخر، بفرض وجودها على المنطقة، وتعتبر سوريا آخر فرصة تنطلق منها لفرض هذا الوجود.
حتى الصين، القادم الجديد للمشهد الاقتصادي، تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم على أطراف الهلال، من خلال الإغراءات الاقتصادية، ممهدة لسيطرتها بطريق من الحرير.
صورة عامة لمشهد مرتبك، فكيف يمكن لدولة مثل لبنان، تعاني من نفس الأطماع الذي تعاني منها سوريا، أن تقدم نموذجا يبنى عليه الحل.
لبنان أفضل من جسّد شعار “الدين لله والوطن للجميع”، فتقاسم الجميع مسؤولية إدارة البلد. لن يجرؤ أحد من داخل لبنان أو من الجوار، على التشكيك بهذا الاختلاف، أو يزعزع إيمان اللبنانيين باحترام الآخر.
على سوريا، بحكامها ومحكوميها، بسلطتها ومعارضتها، الاعتراف بهذه الحقيقة، وتبنّي الحل اللبناني الذي سيكفل للبلدين الوصول إلى حل للمأزق، وإعلانها صراحة، لا نحتاج أطرافا خارجية تحمينا، نحن قادرون على حماية أنفسنا، لأننا متسامحون، ونحترم الآخر.

قد يعجبك ايضا