العرب اللندنية: الثابت الوحيد في إسرائيل

شكل بنيامين نتنياهو حكومة إسرائيلية جديدة أم لم يستطع ذلك. المهمّ أخذ العلم بالتغيير الكبير الذي حصل في إسرائيل، حيث صارت المنافسة بين اليمين واليمين ومزايدة بينهما على استبعاد أيّ دور للأحزاب العربية. لا يريد الحزبان اليمينيان الكبيران (ليكود وأزرق أبيض) السماع بالأحزاب العربية على الرغم من النتيجة الجيّدة التي حققتها في الانتخابات الأخيرة.
من الواضح أن “بيبي”، كما يسمّيه الإسرائيليون، استطاع تعويم نفسه أوّلا وتحقيق انتصار سياسي كبير في الوقت ذاته. حصل تكتل ليكود على 35 أو 36 نائبا، من أصل 120، في الكنيست نتيجة الانتخابات الأخيرة، وهي الثالثة في غضون سنة واحدة. لم يعد أمام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سوى تكليفه تشكيل حكومة نظرا إلى أن حزبه حلّ أولا… إلا إذا حصل تدخل من القضاء يمنع ريفلين من الإقدام على مثل هذه الخطوة.
يمثل “بيبي” إسرائيل الأخرى التي ولدت يوم اغتيال رابين. يمثّل قبل كلّ شيء التحوّل الذي شهده المجتمع الإسرائيلي. ساعدت “حماس” في حصول هذا التحوّل عن طريق العمليات الانتحارية التي نفذتها في القدس وتل أبيب وغيرها في تسعينات القرن الماضي وفي مطلع القرن الواحد والعشرين، من أجل إفشال أي عملية سلام.
ليس مهمّا أن يشكل “بيبي” حكومة، بمقدار ما أنّ المهم السعي إلى رؤية التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وذلك من خلال ما يحدث في إسرائيل نفسها.
أليس مُستغربا أنّ تُدينَ السلطة الوطنية الفلسطينية “صفقة القرن”، وأن تقف بعد ذلك موقف المتفرّج؟ أليس مستغربا أكثر الكلام عن استعادة الوحدة الوطنية ردّا على “صفقة القرن”، فيما يشير الواقع إلى أن الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني بات أكثر عمقا من أيّ وقت؟
هذه مجرّد ملاحظات على ما نراه من تغييرات في المنطقة كلها وفي إسرائيل نفسها حيث الشيء الوحيد الثابت استمرار الاستيطان وتوسيع رقعة الاحتلال… شكّل “بيبي” حكومة أم لم يشكّل مثل هذه الحكومة!