العرب اللندنية: اغتيال الأكراد بين الإسلاميتين إيران وتركيا

الكاتب: زيد بن رفاعة

 

كان خطاب النائب الكردي فرهاد أنجو في البرلمان التركي مزلزلا، ولأنه طالب الترك أن يعودوا من حيث أتوا من منغوليا وأواسط آسيا، واحتلوا هذه الأرض، وقد قاطعه النواب الترك ورئيس البرلمان، حتى قال له “هذا كلامك تقوله وأنت تأكل الكباب، فهو دعوة للإرهاب”.
لكن النائب فرهاد استمر، وقال: اقتلوني! لا بد أن أقول الحقيقة.
وظل مركزا على احتلال الأتراك السكاني للمنطقة، وكانت النتيجة أن ذهبت لاعتقاله قوة عسكرية بلا أمر قضائي. ظهرت هذه المشاعر بعد الاجتياح التركي للمناطق الكردية السورية، بقوة هائلة، بحجة مكافحة الإرهاب، لكن حزب العدالة والتنمية التركي الإخواني لا يعتبر دعم داعش إرهابا، ولا إيواء الجماعات الإسلامية بتركيا إرهابا، حتى أصبحت تركيا دار انطلاق للإخوان وبقية الجماعات.
ليس اغتيال رئيسة حزب “سوريا للمستقبل” هفرين خلف، من قِبل ما يُسمَّى بالجيش السوري الحر التابع للقوات التركية، ليس أول ولا آخر الاغتيالات السياسية للشخصيات الكردية.
إن الدولتين التركية والإيرانية، بما فيهما من تعصب قومي ومذهبي، عند الأخير على الرد في المناطق الشرقية من كردستان، لم يكتفيا بالاغتيالات والتصفيات، وإنما صارت أرض العراق مسرحا لغزواتهما ضد الناشطين أو اللاجئين الأكراد من الدولتين، فبين تارة وأخرى تجتاح قوات الدولتين من الشمال ومن الشرق الأرض العراقية لتصفية الجماعات الكُردية، وإذا كانت تركيا لديها (حق) الاجتياح في عمق عشرين كيلومترا في الأرض العراقية، فإيران لها اجتياح العراق كافة، ذلك إذا علمنا أن مكتب قائد فيلق القدس مفتوح ببغداد، وأن قوات إيرانية تدخل وتخرج من دون معترض.
عموما، ما تقدّم جزءا بسيطا من محاولات الاغتيال التركية الإيرانية في النشطاء الأكراد، وعملية شرق الفرات لمطاردة الأكراد على الأرض السورية اختزلت التعبير عن السياسة التركية الشيفونية، والمؤيدة من قِبل إيران بطبيعة الحال، وذلك لأن العدو واحد، وهو الشعب الكُردي.

قد يعجبك ايضا