العرب اللندنية: أنقرة أكثر قربا من موسكو بعد إلغاء عقوبات واشنطن

علّق المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على الاتفاقات التي أبرمتها أنقرة مع واشنطن في 17 أكتوبر ومع روسيا في 22 أكتوبر بالقول إن بلاده “انتصرت في الميدان وعلى الطاولة”.
لكنّ أيا كان تفسير تلك الاتفاقات، فإنها جعلت الأميركيين والروس معتمدين على تركيا في ما يتعلق بالصراع السوري.
قبل أربع سنوات فقط، وبالتحديد في 24 نوفمبر 2015 حين أسقطت تركيا مقاتلة حربية روسية مثيرة أزمة كبرى بين البلدين، فرضت موسكو عقوبات على صادرات تركيا وعلى السياحة إليها وعلى صناعة المقاولات.
عانت الشركات التركية كثيرا في تلك الفترة بعد أن فرض بوتين العقوبات فاضطر الرئيس التركي للاعتذار ستّ مرات كاملة.
لكنّ اعتذارات أردوغان أعادت العلاقات مع روسيا إلى طريقها الصحيح في يونيو 2016.
وفي النهاية اشترت تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي أس-400 بنحو أربعة مليارات دولار، مخاطرة بذلك بالتعرّض لعقوبات من الولايات المتحدة وصلت لحدّ استبعادها من برنامج الطائرة المقاتلة أف-35.
إذا، حصل بوتين على كل ما يريده خلال اجتماع 22 أكتوبر في سوتشي، إذ قُبلت جميع الطلبات الروسية تقريبا.
وحين هدد ترامب والكونغرس بفرض عقوبات على تركيا، توصل أردوغان إلى قناعة بقدرته على جلب هذه الإدارة إلى النقطة التي يريدها، رغم خطاب شديد اللهجة بعثه ترامب إلى أردوغان في التاسع من أكتوبر.
في ذلك الخطاب، هدد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي إن لم تفعل تركيا المطلوب وتوقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا.
لكن اليوم، وبعد الاجتماع الذي جرى قبل أيام، تبدو الأشياء مختلفة بشكل كبير.
فحين يزور أردوغان واشنطن في 13 نوفمبر، فإن المتوقع أن يهدي ترامب صفقة لشراء نظام باتريوت الدفاعي من الولايات المتحدة.
لقد تفادى أردوغان بهذه السياسة الضغوط الأميركية والروسية وحصل على كل ما أراد في أنقرة وفي سوتشي.