الصراع في غزة.. المواقف من الحرب تفاقم الضغوطات على الحكومات الغربية
بعد مضي نحو شهر ونصف على بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لا تزال مواقف الدول الغربية تتسم بالغموض والتناقض بشأن الصراع، من حيث تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مقابل إمكانية حماية حقوق الإنسان والحفاظ على حياة المدنيين بالقطاع جراء الهجمات الإسرائيلية.
فعلى الرغم من تقارير منظمات حقوقية عن استهدافات إسرائيلية للمدنيين والبنى التحتية بما في ذلك المشافي ومدارس منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تضم نازحين، لم يتم اتخاذ أية مواقف أو إجراءات فعالة لحماية المدنيين من قبل المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وفي ظل كل ذلك، تواجه الحكومات الغربية ضغوطاً متزايدة بسبب الغضب الشعبي تجاه سياسة التعامل مع الحرب بقطاع غزة، وسط اتهامات لهذه الحكومات بالتعامل بازداوجية بشأن حقوق الإنسان في ظل القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من اثني عشر ألف شخص بينهم أكثر من خمسة آلاف طفل وثلاثة آلاف امرأة.
وفيما تبدو تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكثر تعاطفاً في دعم حقوق الفلسطينيين، تظهر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين موقفاً مخالفاً، في حين تظهر خلافات حادة داخل الحكومة الألمانية بشأن الموقف من الحرب، حيث يظهر المستشار أولاف شولتس دعماً ومساندة لإسرائيل، فيما يبرز تيار آخر يطالب بحماية المدنيين الفلسطينيين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح قال في مقابلة له مع قناة اليوم، إن هناك ازدواجية في المواقف الدولية تجاه ما يحصل في قطاع غزة وهذا دليل على عجز المجتمع الدولي، مضيفاً أنه يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ دوراً حاسماً في فرض إنهاء الحرب وإلا فإنه لن يعود لهذا المجتمع أي قيمة بعد ذلك.
ويقول محللون، إن هذه الحرب تختلف عن الحروب الأخرى كونها تأتي في وقت تتداعى فيه خطوط الصدع التي تقسم الشرق الأوسط، بين حلفاء إيران وحلفاء الولايات المتحدة، فكلما طال أمد الحرب في غزة، تتزايد المخاوف من امتداد الصراع إلى مناطق أخرى وتحوله إلى حرب مفتوحة يصل تأثيرها لجميع مناطق الشرق الأوسط.