الصحة العالمية: نحو 500 مريض ما زالوا ينتظرون الإجلاء من الغوطة الشرقية
قالت منظمةُ الصحَّةِ العالمية، اليوم الأربعاء، إن نحو 500 مريضٍ ما زالوا ينتظرونَ الإجلاءَ الطبي من الغوطة الشرقية. وقالت إليزابيث هوف، مُمثلةُ المنظمةِ في سوريا، إن معدلاتِ سُوءِ التغذيةِ في المنطقة المحاصرة، التي تُسيطرُ عليها المعارضة، بلغت الآن “أعلى مستوياتٍ تَشهدُها سوريا منذُ بدءِ الأزمة”.
الوضعُ الإنسانيُ في الغوطةِ الشرقية، يزدادُ سوءاً بسببِ القصفِ المستمرِّ عليها، من قبلِ قُواتِ النظامِ السوري، منذُ حوالي خمسةِ أسابيع، والذي أوقع العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين.
يتزامن ذلك، مع دعواتٍ من منظمة الصحة العالمية، بالحاجة إلى إجلاءِ نحو 500 مريضٍ منها بصورةٍ عاجلة، لكن دونَ أن تَجدَ هذه الدعواتُ آذاناً صاغية من قوات النظام السوري، بحسب ما أكَّدت ممثلةُ المنظمةُ في سوريا إليزابيث هوف.
الدعوةُ إلى إجلاء المرضى مرّ عليها أسبوعٌ من دونِ أن يُسمحَ لهم بالخروج، ما يعني أن الوضعَ يُنذرُ بمزيدٍ من الخطورة على حياة هؤلاء، لا سيما أن الأمم المتحدة قالت في وقت سابق، أن تسعةَ مرضى توفوا في الأسابيعِ القليلة الماضية، أثناءَ انتظار الإجلاء.
وبحسب المنظمة الدولية، فإن قائمةَ المرضى الأَولى بالإجلاء، قُدِّمت من المناطقِ التي تُسيطرُ عليها المعارضة، والتي تُعاني بالأساسِ من أمراضٍ مزمنة، منها الفشل الكلوي والسرطان وأمراض القلب.
إليزابيث هوف قالت، إن دراسةً عن سوءِ التغذية أُجريت في الغوطة الشرقية خلال النصف الأول من شهر نوفمبر تشرين الثاني، جمعت بياناتٍ عن أكثرَ من ثلاثمئةِ طفلٍ تتراوحُ أعمارهم من ستةِ أشهرٍ إلى خمس سنوات.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية، أكَّدتا أن نتائج الدراسة تشيرُ إلى تدهورٍ في وضع التغذية بين الأطفال تحت سن خمس سنوات، حيثُ تبينَ أن أحد عشر فاصلة تسعة بالمئة من الأطفال الذين جَرى فحصُهم يعانونَ من سوءِ تغذيةٍ حاد، يمكن أن يهدِّدَ الحياة.
منظماتُ الإغاثة تُقدِّمُ خدماتِ تغذيةٍ علاجيةٍ ووقائية، من خلال خمس منشآتٍ صحية وسبع عياداتٍ متنقلة في دوما وحرستا وكفر بطنا، وتقولُ منظمة الصحة العالمية، أن أطناناً من الإمدادات الدوائية أُرسلت للغوطة الشرقية الشهر الماضي، لكن ونظراً لأن المساعدات المقدمة لا تفي بالحاجة، فإن الوضع بالغوطة ينذر بتفجُّرِ كارثةٍ إنسانية، لن يلحق ضَررها بالمرضى وحدهم بل سيمتدُّ إلى أكثرَ من أربعمئة ألف شخص، لا يزالونَ يقطنونَ بالغوطةِ في ظلِّ حصارٍ مُستمرٍّ منذُ أربعةِ أعوام.