بعد نحو أربعة عشر عاماً من الحرب في سوريا، شهدت فيها البلاد عزلة شبه دولية، شملت الدول العربية والغربية ومعظم دول العالم، ها هي المعادلة تتغير بسقوط النظام السوري السابق، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة من وإلى دمشق، لبحث المرحلة المقبلة، سيما الدور العربي المأمول أن يكون فاعلاً وبقوة خلال الفترة القادمة.
ففي وقت تتواصل الزيارات من دول العالم إلى سوريا، أعلن وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيباني، أنه سيجري زيارات رسمية خارجية لكل من قطر والإمارات والأردن خلال الأسبوع المقبل، وقال إنهم يتطلعون إلى أن تساهم هذه الزيارات في دعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة.
إعلان الشيباني هذا جاء بعد زيارة أجراها على رأس وفد ضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات أنس خطاب إلى السعودية، بحثت العلاقات بين دمشق والرياض، بعد انقطاع شمل دول عربية أخرى، على خلفية الحرب.
ومع تزايد هذه التحركات من المسؤولين السوريين إلى البلدان العربية، رأى مراقبون للشأن السوري، أن خطوات دمشق في هذا الصدد تسير وفق خطة مدروسة للعودة إلى البيت العربي، وتجاوز تأثير القوى الدولية، بما يساهم في تمهيد الطريق أمام إصلاح العلاقات مع مختلف الدول.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، شهدت العاصمة السورية دمشق زيارة العديد من الوفود العربية والغربية، بمن فيها مسؤولون من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والتقت قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع ومسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة.