الشرق الاوسط: سوريا في مواجهة وحش التتريك
سوريا في مواجهة وحش التتريك
الكاتب: إميل أمين
وسط الأزمة الإيرانية الأخيرة، التي تُحدِث كثيراً من الضوضاء وتصدر جلبة مخيفة، يكاد المتابع لشؤون الشرق الأوسط وشجونه يغفل وحشاً آخر يقترب الهوينى من المنطقة بأطماع استعمارية تاريخية، لا تختلف في توجهاتها العرقية وعداواتها التاريخية عما تفعله إيران في المنطقة.
الوحش المقابل للعالم العربي في حاضرات أيامنا هو وحش «التتريك»، بمعنى المحاولات الجارية على قدم وساق من قبل تركيا أردوغان، من أجل بسط صبغتها على جيرانها من العرب، وسوريا في المقدمة، ولو كان الحظ أوفى لها عبر أذرع «الإخوان المسلمين»، لكانت الآن تقرأ أحلامها القديمة من جديد، لكنه من حسن الطالع أن تم وأد المشروع في مهده.
يكتب الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، مايكل يونغ، من معهد كارنيغي للشرق الأوسط حول امتلاك تركيا تطلعات استعمارية جديدة في شمال سوريا، مشيراً إلى نيات تركية طويلة المدى في ضم الأراضي السورية إليها مرة وإلى الأبد، بل إن من يقرأ بعمق وتحليل لما يقول، يدرك أن تنظيم «داعش» لم يكن إلا أداة من أدوات تركيا، لتحقيق مطامعها التاريخية في الأراضي السورية، فالأراضي التي استولت عليها تركيا منهم باتت مجبرة على التعاطي باللغة التركية، والمستشفيات يتم فيها الإحلال والاستبدال بأي عنصر عربي، آخر تركياً، بينما تشي معطيات عدة، مثل إشارات السير التركية، وقوات الشرطة المدربة على أيدي أتراك، ومكاتب البريد التي بناها أتراك، إلى أن الدور التركي يتنامى باطراد وبشكل ينذر بالبقاء طويلاً، ودون خطة للانسحاب في المدى المنظور.
ليس سراً القول إن الأتراك لديهم مشروع هيكلة جديدة لمنطقتي عفرين وجرابلس اللتين تسيطران عليهما الآن، وحديث المسؤولين الأتراك في الفترة الماضية لم يبخل بالإشارة إلى كونهما أراضي كانت خاضعة للاحتلال العثماني من قبل.
ولعل السؤال المثير ختاماً: «هل تستغلّ تركيا حالة الارتباك الحادثة في المنطقة لإشعال حروبها العرقية، وإحياء نزعتها القومية المتطرفة، التي لا تحمل خيراً للعرب؟».
يقتضي الجواب تنادياً عربياً -عربياً، للوقوف صفاً في مواجهة أطماع تركيا ومشروعاتها الاستعمارية في المنطقة العربية.
الخلاصة: التتريك الوجه الآخر لعملة «الإخوان» والإرهاب