الشرق الاوسط: الجزرة والعصا والمسدس ضد إيران

الجزرة والعصا والمسدس ضد إيران

الكاتبة: أمل عبد العزيز الهزاني

تسرَّبت قبل عامين مجموعة من التسجيلات الهاتفية لحمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق. كشفت التسجيلات عن شخصية محتقنة بالغضب، ارتكبت ما يتجاوزه الخيال في حبك الأحابيل ضد الخليجيين، أفراداً ودولاً، في الوقت الذي كان يظهر للساحة الإعلامية بوجه أليف مهادن يقطر لطفاً.
في الظروف الراهنة، مع احتمال العمل العسكري ضد إيران من قبل دول الخليج والولايات المتحدة، كيف سيمارس النظام القطري «التقية» السياسية؟ المشكلة هنا ليست مع دول الخليج، لأن العلاقة منقطعة أصلاً، لكن معضلة قطر ستكون مع الولايات المتحدة التي ستنطلق عملياتها العسكرية ضد إيران من الأرض القطرية، موقع أكبر قاعدة عسكرية أميركية. اللعب على محاور عدة أوصل الدوحة إلى طريق مسدود.
القمم الثلاث المزمع عقدها، الإسلامية والعربية والخليجية، ينتظر أن تخرج بموقف موحد ضد الاعتداءات الإيرانية، لأن قرار الحرب أو السلم هو بالنهاية قرار سياسي، وليس عسكرياً، ومن المهم أن يكون للعرب والمسلمين موقف غالب، وإن لم يكن جامع، على رفض تهديد السلم والأمن في المنطقة.
إيران بطبيعة الحال لن تحضر إلى مكة، وحليفتها قطر إن حضرت أو لم تحضر لن يشكل ذلك فارقاً، ما لم تتجاوب مع شروط الرباعية العربية. أما تركيا، الضلع الثالث للمثلث، فهي تكرر إعلان وقوفها المطلق مع إيران، ولم تستنكر أي اعتداء إيراني حتى على مكة المكرمة.
الإدارة الأميركية عازمة على تغيير السلوك الإيراني، بالجزر أو العصا أو المسدس، وستستخدم الأراضي والأجواء القطرية إن اشتعلت الحرب، أو حتى كانت ضربات محدودة. وتركيا ليست في مأمن من الغضب الأميركي بسبب مواقفها من إيران وروسيا. أما الإيرانيون، فيعملون على رسم نقطة الاشتباك بعيداً عنهم؛ في العراق أو اليمن، من خلال استفزاز «الحشد الشعبي» أو الحوثي لواشنطن والرياض، وهذا ما يخيف العراقيين تحديداً، بعد أن شعروا أخيراً بالاستقرار، وعودة العلاقات العربية. إيران تدفع بأتباعها إلى الواجهة، في اليمن والعراق، لتبقى هي في الظل.
ستظل الحروب مستعرة في العراق واليمن ولبنان وسوريا، والتهديد الأمني قائم في الخليج، ما دام مصدر الشر؛ إيران وحلفاؤها، آمنين.

قد يعجبك ايضا