الشرق الأوسط مرشد الثورة يطرق الباب الخطأ!
مرشد الثورة يطرق الباب الخطأ!
الكاتب: سليمان جودة
كل الأسباب التي قيل إنها تقف وراء مجيء اللواء حسين سلامي، فجأة، إلى قيادة الحرس الثوري الإيراني، بدلاً من اللواء محمد علي جعفري، تبدو متهافتة، ومتداعية الأركان، وغير مقنعة، كما أنها لا تنطلي على عقل، ولا تستند في لحظة الجد إلى منطق متماسك، رغم الدعاية الواسعة لها منذ صدر القرار على يد خامنئي، مرشد الثورة في إيران!
لقد قيل، مثلاً، إن القائد الجديد كان طول عمره على رأس أنصار خلق جبهة من جبهات المواجهة بين بلاده وبين إسرائيل، سواء كانت هذه المواجهة في سوريا، أو في لبنان، وقيل إن وجوده في موقع الرجل الثاني في الحرس بعد اللواء جعفري، لم يكن يمنحه هذه الفرصة، وإن قرار مجيئه المفاجئ يعطيه الفرصة التي طالما كان يحلم بها ويتمناها!
ولكن تجربة أربعين سنة مضت، هي كل عُمر الثورة، كانت تقول ولا تزال، إن المواجهة مع تل أبيب لم تكن يوماً من بين أولويات حكم المرشد السابق الخميني، ولا المرشد الحالي خامنئي، وإذا حدث إن كانت من بين أولوياتهما، فإن ذلك كان نظرياً تماماً، وكنا نراه ونتابعه في صور عدة، وقد كانت كلها صوراً كلامية.
وليس خافياً على أحد من متابعي المشهد العالمي، ومعه المشهد الإيراني، أن تزامناً واضحاً قد ربط بين قرار مجيء القائد الجديد للحرس إلى موقعه، وبين قرار إدارة ترمب تصفير صادرات النفط الإيراني، بدءاً من أول هذا الشهر بغير فصال!
إذا كان الهدف من المجيء باللواء سلامي إلى مكانه، استعراض عضلاته على مرأى من الخصوم، فالحكومة الإيرانية تطرق الباب الخطأ، وتبعث بالرسالة إلى غير العنوان، لأن استعراضاً كهذا ليس مطلوباً لها هي، قبل أن يكون غير مطلوب في علاقتها مع الدول من حولها، وكل ما هو مطلوب منها أن تعود دولة طبيعية في محيطها، وأن تتوقف عن عبثها في أمن الدول الجارة، وأن تلتفت إلى أن عصر الثورة في طهران قد آن له أن يمضي، وأن عصر الدولة المسؤولة أولى بأن يحل في مكانه!