الشجرة الذهبية والذهب الأحمر
تتميز سوريا بكثرة إنتاجها الزراعي وتنوعه، وقد وصلت بعض أصناف المنتجات إلى السمعة العالمية.
ثمر الفستق الحلبي معروف لدى سائر بلاد العالم بهذا الاسم، نسبة لنشأته من محافظة حلب وريفها،
ويعود تاريخ زراعة الفستق الحلبي إلى 3500 سنة ق.م.
اشتهرت منطقة حلب بزراعة الفستق والذي انتشر منها إلى كافة البلدان وعرف عالمياً بـ الفستق الحلبي أو الشجرة الذهبية، أما في الآونة الأخيرة فقد أصبحت مدينة مورك في شمال حماة من أكبر منتجي الفستق الحلبي في سوريا.
شجرة الفستق نفضية معمرة يبلغ ارتفاعها حوالي أربعة أمتار وهي ذات الجذور الوتدية، ويتطلب الإثمار وجود جنسين ذكر وأنثى في نفس الحقل على مسافات متقاربة لحدوث التأبير. ويقول مهندسو الزراعة يجب أن تكون المسافة بين الشجرة والأخرى من 8 إلى 10 أمتار.
يمكن لشجرة الفستق الحلبي تحمل درجات الحرارة المرتفعة أثناء الصيف وذلك حتى درجة 45-50 مْ بدون أن يلحق أي أذى، وشجرة الفستق الحلبي مقاومة جداً للجفاف ويمكنها أيضاً تحمل درجات الحرارة المنخفضة وذلك حتى -30مْ في الشتاء.
تزرع أشجار الفستق في أغلب مناطق زراعته بعلاً دون الحاجة إلى ريه صيفاً إلا في حالات قليلة في سنوات الجفاف الشديد، ولكن بشكل عام يجب القول إن الفستق الحلبي يتطلب أمطاراً مقدارها 300-400 مم في السنة، وفي التربة الملائمة يمكن أن يكتفى بـ 300 مم سنوياً فقط، ومن ذلك نلاحظ أن الفستق الحلبي هو من نباتات المناطق الجافة.
وفي مثل هذا الوقت من كل عام يبدأ مزارعي الفستق بقطف الثمار التي يسميه المزارعون “بالذهب الأحمر” وينتهي آخر شهر أيلول.
بعض المزارعين يقطفونه الآن بسبب أن لبُّ الفستق يكون لونه أخضر، وهذا ما يفضله صُنّاع الحلويات وهو ما يطلق عليه محلياً “بوظة” وقد وصل سعر الكيلو العام الفائت لـ 15دولار.
والبعض الآخر يؤخره لبداية شهر أيلول ليكتمل نضوجه وتفسخ الحبة وتكبر وهو المرغوب لدى تجار الموالح.
وقد لجأ كثير من المزارعين الى تقشير الفستق وتيبيسه وتخزينه لفصل الشتاء علّ أن يرتفع سعره
لأن الأهالي في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وريف حلب الشمالي والشرقي يعتمدون عليه كمصدر رئيسي لكسب قوتهم.
وشهدت تجارة الفستق تراجعاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية بسبب الحرب الدائرة في سوريا وانفصال المدن عن بعضها بسبب سيطرة كل طرف على منطقة، فقد تعرضت مدينة مورك لصراعات كبيرة بين النظام وفصائل المعارضة المسلحة مما ساهم في إتلاف مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالفستق الحلبي، وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي في الثلاثة الأعوام الفائتة الذي كان يمنع من إخراج الإنتاج الى خارج مناطق سيطرته ما أدى إلى انخفاض السعر.
وتشير القرائن والدلائل على ارتفاع سعر الفستق لهذا العام مع طرد داعش من المناطق الشمالية والشرقية وفتح باب تصدير إلى تركيا عبر معابرها التي تسيطر عليها فصائل تابعة لها في شمال سوريا.
وللفستق أنواع عدّة أشهرها:
- العاشوري أو (الحلبي الأحمر) ويشكل حوالي 85 بالمئة من الحقول المزروعة في سوريا بذوره لها قدرة على الإنبات السريع.
- العليمي ويشكل حوالي 8 بالمئة من الحقول في سورية وتسميته عربية.
- اللازوردي منشأه منطقة حلب ويشكل 7 بالمئة من الحقول المزروعة في سورية.
- الباتوري.
والجدير ذكره أن سوريا تحتل المرتبة الرابعة عالمياً بإنتاج الفستق الحلبي بعد الأولى إيران ومن ثم الولايات المتحدة وتركيا.
علي سيف الدين