السودان.. جهود أممية مكثفة لخفض التوتر بمنطقة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان

لم يكن ترسيمُ الحدود بين السودان وجنوب السودان محطّةً أخيرة لنزع فتيل الصراع المستمر منذ عقود بين كلا الطرفين إذ شكّلت منطقة أبيي مصدراً للخلاف بعدما حظيت بوضعٍ خاص ضمن اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية آنذاك و”الحركة الشعبية لتحرير السودان”.

وفي مسعىً لتخفيف حدّة التوتر في منطقة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان، أجرت مبعوثةُ الأمين العام للأمم المتحدة إلى القرن الإفريقي حنا تيتية في العاصمة السودانية الخرطوم مشاوراتٍ ومباحثاتٍ مكثفة خلال اليومين الماضيين.

وعقب لقائِها برئيس مجلسِ السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قالت المبعوثةُ الأممية في تصريحاتٍ صحفية إنَّ قضيَّةَ أبيي من القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، مشدّدة على ضرورة التحرّك لإنهاءِ التوترات الراهنة وإيجاد حلّ مستدام ومقبول للأطراف على الأرض.

ووفقاً لبيان صادرٍ عن مجلس السيادة أكّد البرهان استعدادَ السودان للتعاون مع جنوب السودان من أجل احتواءِ الأوضاع المتأزمة في أبيي مشيراً إلى أنَّ كلا البلدين تجمعهما علاقات جوار قوية.

ويتنازع السودان وجنوب السودان حول تبعيّة منطقة أبيي الغنية بالنفط إذ تنتشرُ فيها ثُلثا حقول النفط بالسودان ويدّعي كلا الطرفين سيادته التاريخيّة عليها، حيث تقع منطقة أبيي في الجزء الجنوبيّ الغربي لولاية جنوب كردفان السودانية بمساحة تُقدّر بـ25 ألف كم مربع.

وكان من المفترض إجراءُ استفتاءٍ حول تبعيّة المنطقة بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان في التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 2011، إلا أنَّ الخلافَ بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول تعريف الناخب الذي يحقّ له التصويت حال دونَ ذلك، وعلى إثرها أنشأَ مجلسُ الأمن الدولي بعثة يونيسفا في ذات العام كقوّة عسكرية أمميّة مؤقتة تنتشر في المنطقة وتضم نحو 5000 عنصر.

قد يعجبك ايضا