السودان.. تصعيد عسكري في غرب كردفان وتحذيرات من تداعيات إقليمية

في ظل تحركات مكثفة للجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، تدور معارك عنيفة في محيط مدينة النهود بولاية غرب كردفان منذ فجر الإثنين، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مطلع أيار/ مايو الجاري، وفقاً لمصادر عسكرية وميدانية.

وتأتي هذه المواجهات بعد نجاح الجيش السوداني في استعادة السيطرة الكاملة على مدينة الخوي، التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال مدينة النهود، وهي الأكبر بين محليات ولاية غرب كردفان.

من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان عبر منصة “تلغرام” الفصائل المسلحة المتحالفة مع الجيش بارتكاب انتهاكات وصفتها بـ”الوحشية” خلال الهجوم على الخوي، مشيرةً إلى عمليات قتل وتنكيل بالمدنيين، وداعيةً منظمات حقوق الإنسان لتوثيق وإدانة هذه الأعمال.

حزب سوداني يحذّر من تحوّل الحرب لصراع إقليمي ودولي أوسع على البحر الأحمر

وفي سياق متصل، حذّر رئيس حزب “الأمة – الإصلاح والتجديد”، مبارك المهدي، من خطورة استخدام الطائرات المسيرة في الصراع السوداني، مشيراً إلى إمكانية تحول الحرب إلى جزء من تنافس إقليمي ودولي أوسع على البحر الأحمر، قد يمتد ليشمل التنافس العربي – الإسرائيلي، والتنافس الدولي مع إيران على النفوذ في المنطقة والسيطرة على الممرات البحرية الإستراتيجية.

وأعرب المهدي عن قلقه من محاولات إعادة عناصر من نظام الرئيس المعزول عمر البشير إلى المشهد السياسي والعسكري عبر تسليحهم وتمكينهم من مواقع القرار، مؤكداً أن تنفيذ اتفاق جدة يمثل خطوة حاسمة نحو وقف الصراع.

كما أشار إلى مخاطر السماح بعودة التمركز الإيراني على الساحل الغربي للبحر الأحمر، محذّراً من تهديد ذلك لأمن الدول المشاطئة، وتعزيز النفوذ الإيراني في الصراع الدائر حول هذا الساحل الحيوي، إضافة إلى مخاوف من إقامة قواعد عسكرية أجنبية على الشواطئ السودانية.