السودان: البشير يستخدم نبرة تصالحية مع المتظاهرين ويعلن الإفراج عن صحفيين
تناقضت التصريحات الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير مع تهديده الحاد عندما قال إن على “الفئران العودة لجحورها”، في ردّه على الحركة الاحتجاجية، حيث استخدم نبرة تصالحية جديدة مع المتظاهرين بدت كأنها جزء من استراتيجية جديدة لتخفيف موقف الحكومة تجاه المحتجين قائلا إن معظم شبان البلاد يعيشون تحت سقف الفقر، كما تعهد بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين.
وجاءت تصريحات البشير الذي يواجه احتجاجات شبه يومية ضد حكومته، على غرار ما أدلى به وزير الدفاع ورئيس الوزراء بتصريحات مشابهة في الأيام الأخيرة.
وقال البشير في القصر الرئاسي إن معظم المحتجين من الشباب وهناك دوافع دفعتهم للخروج الى الشارع من ضمنها التضخم الذي أدى لارتفاع الأسعار وفرص التشغيل وأن الوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين، كما ذكر أن كل الصحفيين الذين سجنوا فيما يتصل بالاحتجاجات وعددهم16سيفرج عنهم.
لكن البشير حذر من زعزعة استقرار الدولة السودانية قائلا، إن ما يحدث فيها هو ابتزاز يتطلب دخول الشرطة لوقفه.
والاحتجاجات السودانية التي تفجرت يوم 19 كانون الأول / ديسمبر، بدأت بسبب زيادة الأسعار والقيود على السحب النقدي وغيرها من المصاعب الاقتصادية لكن تركيزها تحول إلى حكم البشير المستمر منذ 30 عاماً.
وكانت الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق المظاهرات التي اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً بحسب نشطاء في مجال حقوق الإنسان ، بينما تقدر الحكومة عدد القتلى بثلاثين بينهم اثنان من أفراد الأمن، فضلاً عن أن الاحتجاجات شهدت اعتقال صحفيين ونشطاء سياسيين وأفراد من المجتمع المدني.