السودان.. البرهان يؤكد الالتزام ببناء جيش لا يتدخل في السياسة
عملية الانتقال الديمقراطي في السودان ما تزال تشكِّل معادلةً صعبة لكنها ليست مستحيلة الحل، فرغم التجاذبات السياسية والاضطراب الداخلي في البلاد، لم تَغِب ملامح التوافق عن المشهد في ظل المساعي المستمرة بشأن ذلك بين الحين والآخر.
ومع تعالي الأصوات المطالبة بابتعاد الجيش عن السياسة، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن بلاده تعتزم بناء جيشٍ لا يتدخل في السياسة بل يتكفّل بحماية الدولة وينأى بنفسه عن المشاركة في أيّةِ أعمالٍ داخلية ما لم تطلب الحكومة ذلك.
وخلال خطابٍ له في العاصمة الخرطوم، تحدَّث البرهان عن أهمية تمكين أيِّ سلطةٍ مدنيّة قادمة من أن تكون القوات المسلّحة تحت إمرتها، مشيرًا إلى التزام الجيش بما تعهّد به مع القوى السياسية في إنفاذ متطلبات التغيير.
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قال صراحة إنه لن يقف حجرَ عثرةٍ أمام إصلاح الدولة، على حد تعبيره.
قوى الحرية والتغيير تعلن اكتمال المسوّدة النهائية للاتفاق السياسي
في سياقٍ متّصل أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان اكتمالَ المسوَّدة النهائية للاتفاق السياسي بين العسكريين وقوىً مدنية ما يمهّد الطريق أمام تشكيل حكومةٍ مدنيةٍ في البلاد.
المتحدّث باسم العملية السياسية في السودان خالد يوسف، قال في بيانٍ، إنّ المسوَّدة التي أعدتها لجنةٌ مكلفةٌ بصياغة الاتفاق النهائي اكتملت، وسيتم تسليمها إلى الأطراف المدنية والعسكرية المنخرطة في العملية السياسية لإقرارها.
ويرى مراقبون أنه من المتوقع أن يشكّل الدستور الانتقالي، أساساً قانونياً لفترةٍ انتقاليةٍ مدّتها عامان، وينصّ على إقامة دولةٍ مدنيّة تتبع نظام الحكم الفدرالي وتتشكّل من مجلسِ سيادةٍ مدنيّ ومجلسِ وزراءَ مدنيٍّ ومجلسٍ تشريعي، وينصّ كذلك على دمج القوات العسكرية في جيشٍ واحد.
يشار إلى أنّ المرحلة النهائية للعملية السياسية بالسودان، انطلقت في الثامن من كانون الثاني/ يناير الماضي، بين الموقّعين على الاتفاق الإطاري المُبرم في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي بين الجيش وقوىً مدنية، للوصول إلى اتفاقٍ يُنهي الأزمة في البلاد.