السلطات المصرية تعتقل 500 طالب ايغوري
قامت السلطات المصرية قبل أيام باعتقال طلابا من أقلية “الايغور التركستانيين” الصينين الذين يدرسون في مجمع الأزهر الشريف، تمهيداً لترحيلهم إلى بلادهم, وتم اعتقالهم في أماكن إقامتهم، ومن المطاعم والأماكن العامة التي يتردّدون عليها, ومنعهم من السفر إلى خارج مصر.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأمريكية، السلطات المصرية، بالكشف عن أماكن اعتقال نحو 500 من طلاب مسلمي الإيغور, ووفقاً لما قاله أحد الطلاب الذين تمكّنوا من الاختفاء، “ان النساء والأطفال تركوا بيوتهم خوفاً من اعتقالهم، مشيراً إلى أن العديد منهم اختفى بشكلٍ قسري ولا يمكن معرفة مصيرهم, وأنهم لا يعرفون أي شيء عن الطلاب الذين تم اعتقالهم أو أماكن تواجدهم.
وأعربت مصادر بأن المداهمات والاعتقالات تمّت بطلب من الحكومة الصينية, التي تقوم بعمليات قمع واسعة النطاق في إقليم تركستان الشرقية المسلم, الذي يشكّل الإيغور غالبية سكانه, وتأتي هذه الاعتقالات على إثر تطوير وتعزيز العلاقات المصرية الصينية, وإبداء الرغبة من الطرفين بتفعيل قنوات لتبادل المعلومات المتعلّقة بالتنظيمات المتطرّفة, والاستفادة من خبرة الأجهزة الأمنية المصرية في التعامل مع الأيدولوجيات المتطرّفة عبر توقيع وثيقة تعاون أمنية .
و الحكومة الصينية اوعزت للطلاب التركستانيين إلغاء دراستهم بالأزهر والعودة إلى تركستان الشرقية، ومن يمتنع عن العودة فسيتم اعتقال ذويهم والزج بهم في السجون , بعد اصدارها مؤخّراً عدّة قوانين تجرّم كل أنواع الأنشطة الإسلامية, وتصنيفها على أنها “أعمال تطرف”, ضمن سياساتها القمعية الموجّهة خصيصا ضدّ المسلمين الإيغور,
ويواجه “الأويغور” المسلمون في اقليم شرق الصين ممارسات سياسة الحكومة ضدهم، حيث يتم ملاحقتهم، و التضييق عليهم في عباداتهم، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية وهدم مساجدهم, ويُقدّر عددهم بحوالي 10 مليون شخص في الصين، لكن السنوات الأخيرة شهدت نزوحا مستمرا لهذا الأقلية إلى تركيا، ويتكلّمون اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتهم إلى الآن.
واتهمت الصين نظام أردوغان بالتغاضي عن حركة الإيغور الانفصالية، وتوفير ملاذ آمن لما تدعى انهم “متطرفون مسلمون”, بعد أن أعلنت أنقرة مخطّطاً لإعادة توطين أقلية الإيغور المسلمة في تركيا, وأن تبقي أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين منهم، الذين يهربون من الاضطهاد.
فيما تقارير استخباراتية تحدثت عن رعاية و تسهيلات تركية, تتضمن تجنيد الاف الإيغور الصينيين في صفوف “الحزب الإسلامي التركستاني” في سوريا, و توطين ” الإيغور” في شمال غرب إدلب, معلنة عن نفسها كطرف يحاول العبث بالديموغرافية السورية, وقد أظهر التقرير أن 3 آلاف من الأيغور يقاتلون في صفوف “جبهة النصرة”، فرع القاعدة في سوريا، والمئات في “داعش, وقد نشرت أشرطة فيديو للقتال في سوريا تعود للحزب الإسلامي التركستاني, الامر الذي دفع بكين إلى دعم النظام السوري ومشاركة العمل مع حلفائه إيران وروسيا, لحاجتها إلى مراقبتهم والاهتمام بجمع أكبر قدر ممكن من البيانات عن هؤلاء المتشددين، لمنع عودتهم إلى مناطقهم وتأثيرهم على أمن مواطنيها ومصالحها.
يشار إلى أن السلطات الصينية تمارس ضغوطاً على أقلية الإيغورمنذ عام 1949, وبعد أحداث 11 سبتمبر كثّف النظام الصيني من مطاردته للاستقلاليين الإيغور, في إطار ما يسمّى “الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب”, ورغم المطاردة الصينية ظلت بعض التنظيمات السرية المتطرفة تنشط داخل البلاد, منها بالخصوص الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية, وفي 2004 قام الإيغور بتأسيس حكومة في المنفى لتركستان الشرقية وصياغة دستورا لها .
محي الدين المحيمد