السلطات اللبنانية تعلن اعتماد سعر الصرف المعدل لليرة أمام الدولار الأمريكي

بعد نحو ثلاثين عاماً من الثبات في السعر الرسمي لصرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، يبدأ الخميس في لبنان اعتماد سعر الصرف المعدّل بواقعِ خمسةَ عشرَ ألفَ ليرةٍ للدولار الواحد بعد أن كان السعر المعتمد ألفاً وخمسَمئةٍ وسبعَ ليرات، وَفق ما أعلنت السلطات اللبنانية.

صحيفة الشرق الأوسط، نقلت عن مصادرَ لبنانية، أنّ إعلان السلطات اللبنانية اعتمادَ سعر الصرف المعدّل جاء دون برمجة الانتقال ضمن خططٍ مدروسة، في ظل اعتماد أسعار صرفٍ مختلفة بفوارقَ كبيرة في السوق السوداء، مشيرةً إلى فشل كلّ التدابير التقنية التي تعتمدها السلطات النقدية بهدف منح منصة “صيرفة” صفة المرجعية الحاكمة للتسعير في المبادلات النقدية اليومية.

وبحسب الصحيفة، فإنه مع انطلاق العمل بالسعر المحدّث في مجالاتٍ محددّة، لا سيما في استيفاء الضرائب على المداخيل وعائدات الضريبة على القيمة المضافة، ظلّت المبادلات النقدية في السوق السوداء تحلّق في فضاء آخر لتقترب مجدداً من تحطيم أرقام قياسية جديدة فوق حاجز ستين ألفَ ليرةٍ لكل دولار.

وطبقاً لأحدث معطيات ميزانية البنك المركزي اللبناني، والتي اطّلعت عليها الشرق الأوسط، تبين أن الكلفة الإجمالية لتدخل مصرف لبنان في عرض الدولار لم تتجاوز عتبة مئتي مليون دولار من إجمالي احتياطاته من العملات الصعبة التي تراجعت جزئياً لنحو عشرة مليارات دولار بنهاية الشهر الماضي، مقابل نحو 10.18 مطلع العام الحالي.

وينهي سعر الصرف الجديد لليرة، رحلة الاستقرار النقدي الرسمي الذي انتظمت تحت لوائه مجمل سياسات البنك المركزي على مدار 3 عقود، وذلك بعد الانهيار المتسارع لليرة منذ عام ألفين وتسعة عشر في ظل أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة دخلتها البلاد منذ ذلك الحين.