السلطات الإيرانية تعتقل مجدداً ناشطَين بعد بث التلفزيون اعترافاتهما
على مايبدو أن طهران قد حسمت موقفها من طريقة التعامل مع أي موجة احتجاجية شعبية ومع الناشطين الذين يغذونها، متخذةً القمع والاعتقال التعسفيّ سبيلاً لتحقيق ذلك.
المؤامرة المحروقة كما فضّلت السلطات الإيرانية تسميتها، هي عنوانٌ لتقريرٍ تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي الإيراني مساء السبت الماضي متضمناً اعترافاتٍ لناشطين مدنيين هما كلٌّ من إسماعيل بخشي وسبيده قليان.
أما الأول فهو عضوٌ في نقابة عمال مصنع “هفت تبّه” لقصب السكر في إقليم خوزستان، وأحد منظمي احتجاجاتٍ استمرت أسابيع في المصنع قبل أشهر، احتجاجاً على عدم تلقي العمال رواتبهم، أما سبيده قليان فهي ناشطةٌ مدنية، اعتُقلت مع بخشي خلال الاحتجاجات.
الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر من عام 2018، كان تاريخ اعتقال بخشي للمرة الأولى من قبل السلطات، التي أفرجت عنه فيما بعد مؤقتاً بكفالةٍ في تاريخ الثاني عشر من كانون الثاني ديسمبر الماضي.
وجاء اعتقاله مجدداً بعدما بثّ التلفزيون الإيراني تقريراً باعترافاتٍ له ولقليان يتهم كلاهما بالاتصال مع “أحزاب ماركسية” في أوروبا تهدف لـ “إسقاط” النظام في طهران.
إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وصفوا التقرير بأنه “سيناريو مكرّر وقديم، يستهدف ممارسة ضغط أكبر على الناشطين المدنيين والعمال الإيرانيين”.
أما التعليق الرسمي على الواقعة فجاء على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أقر بوجود إذاعةٍ وتلفزيونٍ رسميّان فقط، مما يعد اعترافاً ضمنياً على أن الإعلام الرسمي الإيراني موجّهٌ لإداء أجندةٍ معينة ويخدم سياسية القطب الواحد في الدولة.
وتطرّق روحاني إلى حظر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “إن ممانعة التقنيات الجديدة والتطورات الحديثة ممارسة عفا عنها الزمن، الحلّ ليس بحجب المواقع، علينا رفع مستوى التثقيف الرقمي للمجتمع، كي يتمكّن من استخدام تلك المواقع من دون أن يتعرّض لأذى منها” على حد زعمه.