“السترات الصفراء” تعم البلاد والشرطة تعتقل عشرات المتظاهرين
لا تزال حركة احتجاجات السترات الصفراء التي لها آثار على الاقتصاد بحسب السلطات الفرنسية، تحظى بشعبية لدى الرأي العام رغم أعمال العنف التي تتخللها، ففي يوم تعبئة جديد ضد سياسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تظاهر الآلاف من محتجي السترات الصفراء في عموم فرنسا وخصوصا في باريس، لتندلع خلالها مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
قوات الأمن استخدمت خلال المواجهات الغاز المسيل للدموع بالإضافة لخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، لتسفر تلك المواجهات عن اعتقال 18 شخصا، كان خمسة منهم يستقلون سيارة عثر فيها على كرات معدنية يمكن استخدامها لرشق قوات الأمن.
شرطة باريس وفي آخر إحصائية لها، أوضحت بأنه تم اعتقال 59 شخصا السبت في العاصمة باريس.
وكانت السلطات أبدت مخاوفها من أعمال عنف ونشرت عددا كبيرا من عناصر الأمن زودوا بآليات مصفحة.
وبحسب الشرطة الفرنسية فإن عدد المتظاهرين بلغ هذا الأسبوع نحو 32 ألفاً في مختلف أنحاء فرنسا، حيث يعتبر هذا العدد أكبر من الذي سجل الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ السلطات الثلاثاء حوارا وطنيا لتقريب الناس من صناع القرار السياسي. وكان ماكرون دعا الجمعة الفرنسيين إلى اغتنام “هذه الفرصة الكبيرة جدا”، بغية التخفيف من حدة تلك الاحتجاجات.
وجعلت السلطات من هذا الأمر أولوية في الأشهر الأولى من العام وترى فيه بوابة خروج من الأزمة الاجتماعية، وأيضا فرصة لإمكان استعادة زمام المبادرة سياسيا.
لكن التحدي يبدو كبيرا، إذ أفاد استطلاع للمعهد الفرنسي للبحوث السياسية الجمعة أن انعدام الثقة بالمؤسسات السياسية في فرنسا وخصوصا بماكرون، بلغ أعلى مستوى له.
ومنذ 17 من تشرين الثاني/نوفمبر 2018 يندد فرنسيون ينتمون إلى الطبقات الشعبية والوسطى، بالسياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة التي يعتبرونها ظالمة ويطالبون بتحسين قدرتهم الشرائية.