الزلزال يحدث صدوعاً بمخطط أردوغان بشأن الانتخابات المقبلة
ما لم يكن بالحسبان… أن تفعل الظواهر الطبيعية ما لم تستطع الشعوب المغلوبة على أمرها فعله، وذلك ما كشف عنه الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا في السادس من الشهر الجاري حيث عمل على خلط أوراق حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، مهدداً مُخطّطَ رئيس النظام رجب أردوغان وترتيباته بشأن الانتخابات المقبلة، فيما يخص إقصاءَ منافسيه المعارضين وتهيئة جميع الظروف السياسية للفوز.
في الداخل التركي تعاني أروقةُ السياسة من اضطرابٍ وتخبّطٍ على خلفية التحديات التي أحدثها الزلزال، وعدا ذلك فإن البلاد تعاني أزماتٍ حقيقية حتى قبل الزلزال، تتجلّى بحالة الانقسام الداخلي، وتردّي الأوضاع الاقتصادية، وحالةٍ من الرفض أشارت إليها استطلاعات الرأي، لترشّح أردوغان أو نجاحه في الانتخابات المقبلة المقرّرة في مايو أيار القادم.
إن طريقة تعاطي حكومة حزب العدالة والتنمية مع أزمة الزلزال، وضعف استجابتها وعدم كفاءتها في احتواء الأزمة أو التقليل من آثارها، كل ذلك عمل على تقليل الفرص التي كان يعوّل عليها أردوغان في نجاحه بالانتخابات المقبلة، رغم المحاولات اليائسة التي أظهرها لكسب ثقة الشعوب في تركيا في هذه المحنة.
وتُعدُّ الانتخابات القادمة أصعب تحدٍّ أمام أردوغان، وذلك بعد أن بدأت شعبيتُه تتآكلُ بسبب سياسته المرهقِة للبلاد، فيما تسبّب الزلزال بمزيدٍ من الانتقادات لحكومته، التي أصبحت تقف على المِحكِّ في ظل المعاناة والخسائر في الأرواح والممتلكات والتي شكّلت أكبرَ أزمةٍ في تاريخ البلاد الحديث.