تعيش منطقة شمال شرق سوريا، موسماً زراعياً هو الأصعب خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل نتائجَ كارثيةٍ لدورة الموسم الزراعي 2024-2025، حيث انعكست سلباً على قطاعَي الزراعة وتربية الحيوانات، وهما من أعمدة الاقتصاد المحلي.
آلاف العوائل في المنطقة تعتمد على الزراعة وتربية الأغنام كمصدرٍ رئيسي للدخل، مستثمرةً عشرات الهكتارات من الأراضي وآلاف رؤوس المواشي. إلا أن الموسم الحالي جاء شحيحَ الأمطار، ومتقلباً في درجات الحرارة بشكلٍ غير مسبوق، ما أدى إلى تلف المحاصيل البعلية بشكلٍ شبه كامل، وتزايد الاعتماد على المياه الجوفية، الأمر الذي فاقم الأعباء الاقتصادية على الفلاحين.
عبد الباقي محمد، مزارع من قرية تل شعير قرب قامشلي، يُدير ثلاثين هكتاراً تعتمد على ثلاث آبار. رغم تشغيل إحداها بالطاقة الشمسية، اضطر لصرف كمياتٍ كبيرة من المازوت لتشغيل الأخرى، ومع كل هذه التكاليف، لا يتوقع إنتاجاً جيداً.
كما أسهمت التقلبات المناخية، في تفشي أمراضٍ فطرية وآفاتٍ حشرية، أثّرت على خصوبة التربة وجودة المحاصيل، مما ضاعف الخسائر.
في السياق ذاته، تشهد أسواق الغنم في قامشلي تأثيراتٍ حادةً للجفاف، حيث اضطر مربو الأغنام إلى بيع قطعانهم تدريجياً وبأسعارٍ منخفضة، نتيجة ارتفاع أسعار العلف وندرة المراعي الطبيعية.
ويرى متخصصون في شؤون الثروتين الزراعية والحيوانية، أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب حلولاً عاجلةً على مستويين، الأول في تقديم دعمٍ ماليٍّ مباشر للمزارعين والمربين، والثاني – وهو الأهم – الشروع في خططٍ علميةٍ لمواجهة تغيّر المناخ، لحماية موارد المنطقة، وضمان استدامتها على المدى الطويل.