الرقة تبدأ بإعادة تأهيل القطاع الصحي
بعد سيطرت تنظيم “داعش” على مدينة الطبقة وتطبيق أنظمته المتطرفة على المدنيين من الناحية الحياتية والعملية، حوّل التنظيم خلال فترة تواجده في المدينة الأبينةَ الحكومية والمشافي إلى ثكناتٍ عسكرية ونقاط تمركزٍ لعناصره فيها، حيث كان المشفى “الوطني” في المدينة يصنّف كأكبر رابع مشفى على مستوى سوريا، وكان يضم أقساماً عدة منها “الإسعاف، أمراض الأطفال، الكلية الصناعية، الأشعة والتصوير بالطبقي المحوري”.
ومع تقدم قوات سوريا الديمقراطية في حملة “غضب الفرات” لتحرير الرقة، بدأ التنظيم بالتراجع ونقل كافة معداته إلى مناطق سيطرتها، حيث عمد التنظيم تفخيخ المشفى قُبيل الخروج منه، بالإضافة لتخريب وسرقة كافة المعدات.
من جهته، بدأ مكتب الصحة في مجلس الطبقة المدني بإعادة تأهيل المشفى، في حين يقتصر عمل المشفى حالياً فقط على تقديم إحالات للمرضى وإرسالهم إلى مشافي “كوباني، منبج، قامشلي والحسكة”.
في سياقٍ متصل، صرّحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أورسولا مولر”، في وقتٍ سابق، إن “أكثر من 200 ألف شخص فرُّوا منذ أبريل/نيسان الماضي من منازلهم في المنطقة المحيطة بمدينة الرقة وأن العدد في تزايد”.
هذا ووصل، يوم أمس، نازحون من قرى الريف الشرقي هرباً من سطوة عناصر النظام السوري إلى قرية “جب شعير” جنوب بلدة عين عيسى /30 كم/ ، حيث سارع المكتب الإغاثي في مجلس الرقة المدني لتقديم مساعدتٍ إغاثية من مواد غذائية وأدوية وحاجيات شخصية حسب إمكانياته.
ميدانياً، اندلعت اشتباكات يوم أمس، في حي “هشام بن عبدالملك، نزلة شحادة، الرقة القديم”، قُتل على إثرها 17 عنصراً من تنظيم “داعش” بينهم قنّاص، كما ودمّر مقاتلو سوريا الديمقراطية عربتين مفخختين أثناء محاولة التنظيم من خلالها الهجوم على نقاط تمركز القوات. بالإضافة لوقوع اشتباكات في مناطق “كراج البولمان والمركز الثقافي” جنوب المدينة، دون ورود أنباء عن وجود خسائر بشرية بين الطرفين.
كما ووقع مدنيون فارّون في كمينٍ للألغام كان قد وضعه التنظيم في حي نزلة شحادة، فقد على إثره بعضهم لحياته، فيما تمكنت الفرق الخاصة من إنقاذ المتبقّين منهم ونقلهم إلى المشافي الطبية لتلقّي العلاج.