الرصد الإعلامي لوسائل الإعلام حول اتفاق “خفض التصعيد” في إدلب

رصدت وسائل الإعلام العربية والعالمية المشاروات التركية الروسية لإقرار هدنة إدلب، وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن “أنقرة تسعى إلى إنجاز اتفاق مع موسكو وطهران من أجل إقرار هدنة في أدلب”، وأشارت الصحيفة إلى أن “تركيا تسعى إلى تفعيل منطقة خفض التصعيد في منطقة إدلب تحديداً، وهي واحدة من أهم المناطق الحساسة الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة”، وحذرت مصادر روسية تحدثت للصحيفة من تنامي قوة “جبهة النصرة” في إدلب، وسعيها للسيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا، وهو ما يمكن أن يعرض الهدنة في أدلب للخطر.

ونوهت الصحيفة إلى تزامن إعلان تركيا أن رئيس هيئة الأركان الروسي سيزورُ أنقرة لمناقشة الوضع في إدلب مع إجراء رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري لمباحثات في أنقرة أيضاً على مدى يومين مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وأشارت إلى أهمية هذه الاجتماعات خاصةً أن كلاً من روسيا وتركيا وإيران اتفقوا على إنشاء أربع مناطق لخفض التصعيد، إحداها في إدلب في إطار المباحثات التي جرت بالعاصمة الكازاخية أستانا، في مايو (أيار) الماضي.

وكذلك ذكرت صحيفة قرار التركية أن تركيا بالتشاور مع التحالف الدولي وضعت خطة من أجل تنفيذ عملية عسكرية مشتركة في إدلب، وذلك بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على المنطقة.

وقالت الصحيفة في تقريرها: “إن سيطرة هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة على معبر باب الهوى الحدودي من الجانب السوري أدى لزيادة خطرها”.

وأكدت الصحيفة أنه مع إحكام سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب وسيطرتها على معبر باب الهوى الحدودي من الجانب السوري وتقدمها الملحوظ، جعل ذلك من تركيا وباقي الدول الأخرى تتخذ إجراءات طارئة، وهذا يوضِّح وجودَ التدخل العسكري التركي في إدلب على جدول أعمال تركيا.

ونشرت صحيفة اليوم بأن تحرّك “هيئة تحرير الشام” في إدلب وجوارها خطوة استباقية لأي اتفاقات قد يحملها اجتماع “أستانا” المقبل.

وقالت أن التصريحات لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” بدت لافتة عن مستقبل “تحرير الشام”، وتفتح احتمالات غير “تخفيف التصعيد” أمام منطقة إدلب، ورأى لافروف خلال المنتدى الوطني للتعليم الشبابي في روسيا، بأن “هناك الكثير من الدلائل على أن بعض اللاعبين الخارجيين يحمون جبهة النصرة الإرهابية، وتشجعهم الولايات المتحدة بصمت، وأنه يتم حماية “النصرة” للبدء باستخدامها في خطط بعد هزيمة “تنظيم داعش” بالكامل ــ وهو ما لا ينبغي أن يشكك أحد في أنه سيحدث على الرغم من صعوبة تحديد الوقت ــ لمحاربة الحكومة السورية من أجل تغيير النظام”.

 

في حين تطرقت صحيفة لبنان 36 بأن الاتفاقات الدولية بين القوى الموجودة على الساحة السورية سواء كانت دولية أو إقليمية بدأت تعطي مفاعيلها على الأرض من خلال الفصائل التي تقوم بدعمها, فبعد توقّف القتال على أغلب الجبهات مع النظام وتفرّد النظام بالبادية والشرق السوري, توجّهت الأنظار إلى الشمال السوري لما له من خصوصية أخرى تتمثل بتجميع كافة الفصائل السورية على مختلف توجهاتها الفكرية والإيديولوجية والتي عمل الروس والنظام على تجميعهم في إدلب ……

وأضافت أن “حركة أحرار الشام” المدعومة من تركياً بدأت بعملية مراجعات سياسية وفكرية بعد أن انشق عنها بعض من وصفتهم بـ “خلايا الغلاة “, فأخذت خطوات متقدمة بالتقرب من جمهور الثورة وحاضنته، بدأت هذه الخطوات بتغيير خطابها الإعلامي فأصبحت مفرداتها أقرب لمفردات الثورة منه للخطاب السلفي المؤسس للحركات الجهادية, كذلك فقد أطلقت خطوات سياسية متقدمة كموافقتها على المحادثات السياسية بما يخص العملية السياسية.

وتقول أن “هيئة تحرير الشام” التي تعتبر “جبهة النصرة” عامودها الفقري رأت في  التغيير بخطاب “حركة أحرار الشام” رضوخاً لرغبات وأوامر القوى الدولية والإقليمية، وبالتالي تحقيق مصالحها ومطالبها في القضاء على التيار المتطرف كما تسميه تلك القوى وهو استهداف مباشر لها, لم تكن الحركة جاهزة لمثل هذه الخطوة وربما هناك تيارات داخلها ترفض مثل هذا التطور لكن الأمر البارز كان في الوضوح والتباين في الخلاف الفكري والنظرة المستقبلية للوضع السوري كذلك، فبحث القاعدة عن إقامة إمارة في إدلب والتوسّع بها في الشمال السوري اصطدم بقبول “الأحرار” وغيرهم لما يتم تداوله من حلول سياسية بعيدة عن الرؤية التي تتهجها “هيئة تحرير الشام” ….

وأشارت بأن الاقتتال لم يلبث أن توقّف بوساطات محلية وربما إقليمية ودولية غير مصرّح عنها بين “الجبهة” و”الأحرار” لكن المنطقة لاتزال على صفيح ساخن وقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.

ونشرت صحيفة أكشام التركية بأن إدلب تنتظر مصيرها المحتوم منذ فترة، بعد أن أصبحت المعقل الوحيد للمعارضة السورية في شمال البلاد، عقب سقوط حلب بيد النظام، وأن أولوية النظام وإيران حاليًّا هي الحدود المراقبة في الشرق، فيما تقف روسيا موقف المتحفز، وتحتفظ الولايات المتحدة بحقها في قصف “هيئة تحرير الشام”، التي تهيمن عليها “جبهة النصرة”.

وأضافت، كان هناك بعض الأحاديث تدور عن دخول تركيا إلى إدلب من أجل مراقبة منطقة “خفض التوتر”، لكن المستجدات الأخيرة جعلت الوضع في غاية التعقيد، حيث أصبح دخول تركيا إدلب الآن، دون القيام بحملات سابقة، يعني الاشتباك المباشر مع النصرة.

فيجب على تركيا أن تتخذ موقفًا قوميًّا خارج السياق الأمريكي الروسي، لأنها ستتأثر بشكلٍ مباشر من تدهور سلامة إدلب، ولأن الأجندة التركية تختلف عن أجندة البلدين المذكورين.

وذكرت صحيفة الوطن أن إدلب باتت محاصرة غذائياً من تركيا التي تمنع دخول الكثير من المواد إليها، وإغاثياً من المنظمات الدولية والدول الداعمة لمسلحيها، بعدما جرى تقليص حصصها من المساعدات إلى أكثر من النصف بذريعة حكمها وإدارة شؤونها من “جبهة النصرة” الإرهابية.

 

قراءة: شيندا محمد – شرفان جميلو

قد يعجبك ايضا